حفل تأبين مهيب للراحلةأوديت نمر: الاشادة بنضالاتهاالثورية وعطاءها الكبير

2015-05-23

حفل تأبين مهيب للمناضلة الثورية أوديت نمر

* نفاع: مرّت في أصعب ظروف شعبنا والمنطقة * جرايسي: من طلائع النساء المكافحات  ضد كل أشكال التمييز.

* صغير: افتقدناها معلمة من مناضلات ومناضلي الرعيل الأول * خضر مسيرتها باقية في ضمير ووعي المناضلين.

                                                                                                            22/5/2015

الناصرة: أقيم مساء أمس الأول الأربعاء، في قاعة مركز الأحداث الأرثوذكسي في الناصرة، حفل تأبين للمناضلة الشيوعية الثورية، الرفيقة أوديت نمر، التي رحلت عنا قبل ثلاثة أشهر، بدعوة من الحزب الشيوعي والجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، وحركة النساء الديمقراطيات، ومجلس الطائفة الأرثوذكسية، بحضور مهيب من رفيقات ورفاق الرفيقة الراحلة على مدى عشرات السنين، ومن بينهم أعضاء في الهيئات القيادية محليا وقطريا من الأطر الداعية، وقد افتتح الحفل بنشيد الأممية، بصوت الفنانة الرفيقة هويدة نمر، وبمرافقة الجمهور، عرافة التأبين كانت لعضو حركة النساء الديمقراطيات الرفيقة نجوى أبوليل، في حين كان على الشاشة، شريط فيديو، يحمل صور من محطات وأحداث شاركت فيها الرفيقة الراحلة.

* من حماة الحزب في زمن الصعاب وطلائع النساء المكافحات 

وكان قد تخلل حفل التأبين، العديد من الكلمات العامة، من أبرزها كلمة السكرتير العام للحزب الشيوعي الكاتب محمد نفاع، وقال فيها: إن الرفيقة أوديت برزت بنشاطها المثابر والمبدئية الثابتة التي لم تتزعزع بالرغم من كل المتغيرات. من عايش النكبة والعدوان الثلاثي ومجزرة كفرقاسم والحكم العسكري وانشقاق المنشقين عن الحزب ونتائج حرب حزيران العدوانية الفظيعة والحروب المدمرة على فلسطين ولبنان والانهيار المزلزل للاتحاد السوفيتي والمنظومة الاشتراكية بمعظمها، وظل صلبا غير فاقد الأمل هو شيوعي أصيل محصّن مدجج بالأمل الثوري الإنساني الرحب العميق، ومن هذا العالم الرفاقي أوديت نمر والغالبية الساحقة من رفيقات ورفاق حزبنا الشيوعي، حموا الحزب من الانهيار، وضاعفوا من النشاط والتمسك بالماركسية اللينينية، نَبَذوا الشعارات البراقة الفارغة مثل إعادة البناء والعلنية التي كانت تغطية على الخيانة حتى الانهيار. وتركت بصمات وإرثا غنيا هائلا في ميادين التضحية والنضال ينهل منه الباقون والسائرون على نفس السيرة والمسيرة من أجل السلام والمساواة والاشتراكية.

وبدوره قال المهندس رامز جرايسي في كلمته، إن أوديت نمر كانت من طلائع النساء المكافحات  ضد كل أشكال التمييز المجتمعي وازدواجية القيم، ومن أجل تعزيز مكانة المرأة. سلام عليك من رفيقاتك ورفاقك عرباً ويهوداً ممن كنت معهم في كل ساحة نضال من أجل مجتمع يحظى  بتكافؤ الفرص والعدالة والحرية والمساواة القومية والمدنية وفي مواجهة العنصرية وأخطار الفاشية. سلام عليك من أبناء شعبك الفلسطيني المكافح من أجل الحرية والسيادة والاستقلال. يا من تجاوز نضالُك الموقف والدعم السياسي والمعنوي إلى دورٍ فاعلٍ في كل حملة إغاثة لمواجهة ضغط الحصار والقمع  والتجويع، خاصة مع كل اجتياح انتفاضة.

وقالت سكرتيرة حركة النساء الديمقراطيات، المربية فتحية صغيّر، كلمة قالت فيها، إنه في زمن تناثرت وتبعثرت فيه الأوراق. حتى طقس هذا العام هدر وزمجر إغبر وأمطر افتقدناك من بين دوائرنا، في الثامن من آذار افتقدناك صوتا مريحا للسامعين لغة  مبسطة واضحة المعاني لكل المستويات الثقافية. افتقدناك معلمة في أيار حين كنت توضحين أهمية مشاركة النساء في مظاهرات الطبقة العاملة وأهمية تقديم المحاضرات عن حقوق العمال والعاملات وتأكيدك على أهمية تشكيل نقابات عمالية بقيادة وتوجيه رفيقات ورفاق واعين لحقوق العمال وهمهم منع الاستغلال وأبناء كل ذي حق حقه.

وليت مجتمعنا يتذكر بانك ورفيقاتك من الرعيل الأول ومنذ سنوات الخمسين أنشأت مجموعة إنشاد والأغاني الثورية أغاني صمود شعبنا على أرضه بهذه الأصوات وهذه الكلمات. وكنت أنت صاحبة أحد الأصوات الجميلة في فترة الطليعة.

* كلمة حزب الشعب الفلسطيني

وكانت الرفيقة فدوى خضر عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني، قد قدمت بدورها كلمة رثاء بالراحلة نمر، أبرز ما جاء فيها:

في ذكرى الأربعين لرحيل المناضلة الصلبة، التي شكلت مدرسة للنضال، وتحدت منذ صباها الحكم العسكري البغيض، وتحدت الاعتقال والملاحقات والتحقيقات منذ إعتقالها في معركة أيار عام 1958، ووهبت كل حياتها لوطنها ولشعبها.

الرفيقة أوديت نمر، الذي عرف عنها حبها لفلسطين ولشعب فلسطين نساءً وأطفالاً، حيث شاركت أسبوعياً في مظاهرات مناهضة لجدار الفصل العنصري في الضفة الغربية والقدس خاصة في مدينة الرام، ولم ينم لها جفن أثناء تدمير مخيم جنين ونابلس والعدوان الأخير على شعبنا في غزة وكذلك شاركت أسبوعياً معنا ومع رفيقاتها وصديقاتها من حركة النساء الديموقراطيات في زيارات تفقدية لجرحى الانتفاضة في المستشفيات وتامين ما يلزم لهم من احتياجات وزيارات تضامنية لبيوت الشهداء / ت ، وتنظيم اعتصاما أمام سجن الرمله تضامنا مع أسيراتنا، أسيرات مرحلة التحرر الوطني وخوضهن لمعركة الأمعاء الخاوية  في سجن الرمله وغير ذلك.

لقد كانت الرفيقة أوديت مع الرفيقات والصديقات، الرفيقة والأم الحنون التي حرصت دوما على تامين ما يلزم لكافة المشاركين/ت، ولا يسعنا هنا إلا أن نستذكر رفيقنا المناضل توفيق زياد أبو الأمين الذي بإرادته الصلبة وبكتاباته الثورية وقدرته مع رفاقنا ورفيقاتنا وشركاء نضالنا في التصدي للهجمة العنصرية الصهيونية الشرسة التي عملت على تشتيتنا وإضعافنا لتتمرس وتستفرد وتهود وتضرب بيد من حديد ، اعتقلت وشردت الآلاف وقامت بمصادرات الأراضي وهدم بيوت وغير ذلك، إلا أننا هنا باقون وبنفسهم صامدون. وداعاً رفيقتنا الراحلة أوديت نمر، وإننا على دربك لسائرون، وستبقى ذكراك العطرة ومسيرتك باقية في ضمير ووعي المناضلين الأمميين، ومشرفه في تاريخ ووجدان شعبنا والحركة الثورية التقدمية.

* تحية الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية

وألقت عضو الأمانة العامة لاتحاد المرأة الفلسطينية فريال عبد الرحمن كلمة نقلت فيها تحية "الاتحاد"، وقالت، نحن نعزي شعبنا الفلسطيني وقوى التقدم والديمقراطية والعدالة الاجتماعية، برحيل المناضلة الثورية الشيوعية الرفيقة أوديت نمر، إحدى رائدات حركة النساء الديمقراطيات، والقيادية في الحزب الشيوعي والجبهة الديمقراطية، فرحيلها خسارة للحركة النسوية الثورية، لأننا خسرنا قامة عالية كأوديت نمر، التي يترك غيابها فراغا كبيرا، سيكون من الصعب ملؤه.

* لم يردعها خوف

وقالت رئيسة مجلس الطائفة العربية الأرثوذكسية في الناصرة عفاف توما، إن أوديت نمر شكلت نموذجا للفتاة، للمرأة، التي لم تسمح في أي يوم لأي عائق مجتمعي تقليدي أن يقف في طريق أدائها، ودورها المتميز، ففي ايام كانت المشاركة السياسية للنساء غير مفهومة ضمنا، مارست أوديت نشاطها السياسي بهمّة ونشاط، ولم يردعها خوف من سلطة أو اعتقال أو ملاحقات.

ولا يسعنا إلا أن ندين لأوديت بجرأتها هي وبنات جيلها ممن رحلن عنا، ومن نعتز بوجودهن معنا، ونتمنى لهن طول العمر، ندين لهذا الجيل بكل ما أنجزناه نحن النساء في مجالات الحياة المختلفة، وستبقى أوديت في ذكرى الأجيال القادمة، مثالا للعطاء، وستبقى ذكراها عطرة.

* الجّدّة المعطاءة واسعة القلب

وكانت كلمة العائلة، من الفنانة هويدة نمر زعاترة، ابنة شقيق الرفيقة أوديت، والتي ربطتها بها علاقة مميزة منذ طفولتها، وشكرت الداعين والقائمين على هذا الحفل، وقالت، سأحكي لكم عن عمّتي من زاوية ربّما لا يعرفها الجميع. فقد تيتّمت عمّتي عندما كانت ابنة سنتين، فقامت الجّدّة المعطاءة واسعة القلب بتربية أولاد ابنتها، كانت بمقام الأمّ وأكثر. وفي ظلّ اليتم والحرب والنّكبة تفتّح وعي عمّتي الإنسانيّ والوطنيّ، وقد كان لمشاهدتها تحدّي أعضاء عصبة التّحرّر الوطنيّ وحركة النّهضة النسائيّة، لشاحنات التّرحيل، الأثر الحاسم في نفسها ومسار حياتها.

وتابعت قائلة، كان شعبها همَّها الأوّل، عملت طوال حياتها من أجله، من خلال الحركة كما الحزب وقد شكّلا المحور الرئيسي في حياتها. لم يكن لديها تطلّعات أو أهداف شخصيّة وانّما ذابت روحها تماما بروح المجموعة، فأعطت بلا حدود للناس الذين أحبّتهم وأخلصت في عطائِها لهم.