أمريكا تدفع المنطقة لحافّة الهاوية!

2016-10-03

أمريكا تدفع المنطقة لحافّة الهاوية!

الاتحاد الحيفاوية

تواصل القوى المتنفذة في الادارة الامريكية بصلفها وعدوانيّتها دفع الأمور في المنطقة الى حافة الهاوية. والدليل الأقوى على ذلك هو اصرار واشنطن الرسمية على ترك الحبل على غاربه لقوى التكفير والإرهاب، تخطيطًا منها لاستخدامها بما يتطابق مع مآربها التوسعية والاستغلالية.

فقد كبّرت الادارة الأمريكية أمس من حجم الكذب حين زعم ناطق باسمها ان الإحجام عن استهداف "القاعدة" (جبهة النصرة؛ فتح الشام) هو تواجدها في مناطق مدنية. أولا هذا كذب لأن التقاليد العسكرية الأمريكية لعقود طويلة من فيتنام حتى افغانستان والعراق، لا تزال على حالها الوحشي. لم تهتم في أية مرة بمدنيين وسلامتهم. وحليفتها اسرائيل بين أكثر من لم يأبه بحياة المدنيين في لبنان وقطاع غزة، وسط صمت امريكي بل بتشجيع للعدوان ومدّ أصحابه بكميات ونوعيات هائلة من الأسلحة.

والأمر نفسه ينطبق على العدوان الوحشي بقيادة السعودية على اليمن. لا يبالغ من يقول ان كل السلاح المستخدم في القتل والتدمير هو تقريبًا من مصانع ومصادر امريكية. فهل يصدق عاقل أن هؤلاء المنافقين تهمهم حياة المدنيين السوريين؟!
إن هذا النظام الامبريالي الذي ربّى أفاعي التكفير السامة في افغانستان بمساعدة رئيسية من نظامي السعودية وباكستان، واستخدمها لتحقيق غاياته التوسعية الاستغلالية الجشعة المتغطرسة تحت مسمى "محاربة الشيوعية"، يكرر السيناريو ذاته وإن بتغييرات طفيفة لكي يمنع تنامي قوة سياسية تواجهه. نقصد هنا القوة التي في مركزها روسيا الحالية (غير الشيوعية، نعرف هذا تمامًا!).

فالحرب على سوريا وفيها لم تعد منذ وقت طويل بين معارضين ونظام، بل هي حرب على النفوذ الاقليمي ومنه الدولي.

إن ما ترفضه واشنطن هو فك الارتباط بين حلفائها ومن تمولهم وتدعمهم بالمال والتدريب والسلاح وتسميهم "معتدلين"، وبين عصابات التكفير والإرهاب الدموية وفي مقدمتها جبهة النصرة. لأنها تراهن عليها وتدرك أن التكفيريين هم أفضل مرتازقة لمشروعها في المنطقة، سواء أكان  ذلك بشكل مباشر أم بالمحصلة، أو كليهما معا.

إن التهديدات الأمريكية بتغيير قواعد اللعبة والتوجه لطرق غير دبلوماسية وتسليح مرتزقتها بالسلاح المضاد للطيران، اصطدم امس برسالة روسية واضحة: اي استهداف امريكي للجيش السوري سيؤدي الى زلزلة المنطقة كلها، وليس سوريا وحدها.. هؤلاء الأمريكان الرسميّون المتغطرسون جبناء في الحقيقة.. ويعترفون في الغرف المغلقة انهم لن يواجِهوا. هذا ما قاله وزير خارجيتهم في الاشرطة المسجلة المسربة من لقاءاته (المحروسة من السي آي اي)، مع ما يسمى "المعارضة الخارجية السورية" التي تصح تسميتها بمعظمها:

زعانف أنظمة تركيا والسعودية وقطر واسرائيل، المتآمرة على وطنها!