الصهيونية تتـّكئ على الرجعية!

2016-11-09

الصهيونية تتـّكئ على الرجعية!

الاتحادالحيفاوية

تزداد بشكل تصاعدي المؤشرات والدلائل على قوّة استناد حكومة إسرائيل على انظمة عربية معينة، وعلى شدة اطمئنانها لها وثقتها بها. ثمن هذا الاستناد لا تدفعه الحكومة الاسرائيلية، طبعا، فهي لا تتنازل عن أيّ من سياساتها العدوانية، بل هو ثمن تدفعه الشعوب العربية عمومًا، والشعب الفلسطيني خصوصًا، بسبب تلك الأنظمة.

هذا هو المعنى الدقيق لتصريحات بنيامين نتنياهو التي تباهى فيها بكثير من الغطرسة بأن "العديد من الدول العربية لم تعد ترى في إسرائيل عدوا لها بل حليفا في مواجهة الإرهاب الإسلامي".. وأن "التغيير الكبير الحاصل في موقف العالم العربي "يبعث الأمل في نفسي" على حد قوله.

هذا السياسي الاسرائيلي الذي يحتلّ بين رؤساء حكومات اسرائيل مرتبة متقدمة في التعنّت والتعصّب والتنكر للحقوق الفلسطينية، لا يتحدث من باب التكهنات عن ذلك "التغيير" بل من المعرفة المباشرة. ونذكّر هنا بتعدّد حالات الكشف عن اتصالات وزيارات "غير مصوّرة" بين مسؤولين اسرائيليين ومسؤولين عرب (خليجيون غالبًا)، حيث لم يجتهد الطرفان بالمرة حتى لنفيها بروتوكوليًا.. حتى الخجل اختفى.

إن الاستنتاج الذي يخرج به نتنياهو من اشتداد تواطؤ وخنوع تلك الانظمة، لا يسير بالمرة في اتجاه التفاهم، بل في اتجاه زيادة التمترس الاسرائيلي في خندق الرفضيّة السياسية، حيث لم يعد السلام مع الفلسطينيين برأي نتنياهو شرطا للسلام مع العرب، بل صار السلام مع العرب سبيلا للسلام مع الفلسطينيين! أي أن دور انظمة العرب الرجعية هو مساعدة زعيم اليمين الاسرائيلي على محاصرة الفلسطيني أكثر فأكثر ومواصلة محاولات ابتزازه السياسي ومساومته على حقوقه المشروعة. بل تصل الوقاحة بنتنياهو حدّ تجاهل جميع جرائم حكومته وسائر الحكومات التي سبقته، وجميع ملفات القضية الفلسطينية العادلة، والزعم بأن: رفض قبول "الدولة اليهودية" هو جوهر الصراع!

لهذا السبب نقول ونؤكد القول ونكرره بأنه ما كان للمشروع الصهيوني أن ينجح ويستمر ويتوسّع لولا الرجعية العربية الحاكمة. كان ذلك صحيحًا في الأمس/ وما زال كذلك اليوم، للأسف وللعار! وهو واقع من مصلحة الشعوب قلبه رأسًا على عقب!