غزة: حزب الشعب يعقد حلقة نقاش سياسية​

2017-01-18

بعنوان “مكانة الحزب في الواقع الفلسطيني الراهن وآفاق تعزيزها "

غزة: حزب الشعب يعقد حلقة نقاش سياسية

 

غزة: بحضور الرفيق طلعت الصفدي عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني، عقدت منظمة المهنيين وقدامى الأعضاء في محافظة غزة، الاسبوع الجاري، حلقة نقاش سياسة بعنوان “مكانة الحزب في الواقع الفلسطيني الراهن وآفاق تعزيزها".

خلال النقاش جرى طرح العديد من تساؤلات حول الإشكاليات التي تواجه العمل الجماهيري في ظل حالة الانقسام والانهيار الشامل في البنى السياسية، حيث رأى المشاركون أن صعوبات بالغة تواجه مجمل العمل والنضال الجماهيري، بعد أن جرى وأد الديموقراطية بدكتاتوريه أصولية في غزة ودكتاتورية بغطاء علماني في الضفة وتهميش دور منظمة التحرير واللجنة التنفيذية لصالح مجموعات متنفذة في السلطة.

كما تناول النقاش العوامل التي أدت لتراجع دور الحزب في العمل الجماهيري وكيف يمكن تطوير هذا الدور في وقت أصبح العمل السياسي والجماهيري مكلف ومن الصعب على الحزب منافسة جهات تتلقى تمويلات المانحين والقطريين وغيرهم.

وفي هذا الشأن، تحدث الرفيق طلعت الصفدي مبيناً عبر سرد تاريخي مفصل ان العوامل الموضوعية كانت سباقة على العوامل الذاتية خلال مراحل نضال الحزب المختلفة فبالرغم من أن عدد أعضاء الحزب كان محدوداَ، لكنهم كانوا طليعة المظاهرات التي اسقطت مشروع التوطين وشكلوا الجبهة الوطنية المتحدة على إثر عدوان 56، على سبيل المثال وليس الحصر.

أما بالنسبة للمواقف السياسية للحزب أكد الرفيق الصفدي على صحة هذه المواقف، حيث سبق وقدم الحزب ولا زال يقدم المبادرات المتتالية لمعالجة الوضع الفلسطيني، وكان آخرها الورقة المقدمة للجنة التحضيرية للمجلس الوطني.

كما أشار النقاش لعدة عوامل أخرى كان لها أثر في تراجع دور الحزب، ومنها:  

انهيار المنظومة الاشتراكية وتفكك الاتحاد السوفيتي الذي كان له دور داعم لحركات التحرر الوطني

اتفاقية اوسلوا وأثرها واختلاف المواقف حولها

تغيير اسم الحزب وعدم وضوح الهوية الفكرية

اهمال حق الحزب التاريخي واختطاف نضاله الوطني من قبل الآخرين

وفي هذا السياق، أكد الحضور على الأهمية القصوى للمسالة الاجتماعية، في مرحلة التحرر الوطني التي يمر بها شعبنا الفلسطيني، لان الاحتلال الإسرائيلي، يهدف الى اقتلاع الفلسطيني من أرضه والاستحواذ عليها ومن هنا تكتسب مسألة وحدة الشعب الفلسطيني، والصمود على أرضه أهميتها القصوى في النضال الوطني الفلسطيني، باعتبارها حجر الزاوية لنضال شعبنا، ولكن الصمود على الأرض، له مقوماته ومتطلباته اليومية، سواء من الاحتياجات المعيشية والمادية والمعنوية. وللأسف بدلاً من تعزيز صمود شعبنا نجد تراكم قضايا اجتماعية عديدة تشكل عبئا كبيرا على المواطن الفلسطيني جراء ممارسات الاحتلال الإسرائيلي والانقسام الفلسطيني والسياسات الخاطئة للسلطة الوطنية الفلسطينية وحكومة الأمر الواقع في غزة، اللتان تعملان كجابيتي ضرائب، مقابل تراجع قطاعات الإنتاج والخدمات والتنمية في ظل التجاوزات الواضحة والعلنية للقانون 

وانطلاقا من المكانة الرئيسية للمسألة الاجتماعية مطلوب من الحزب انجاز برنامج يعبر عن هويته الفكرية والطبقية بشكل واضح ويجب ان يكون الشكل التنظيمي متناسب مع هذا البرنامج الذي يعالج جدلية العلاقة بين الوطني والاجتماعي 

على الحزب تقييم تجاربه بجدية في العمل مع مؤسسات المجتمع المدني، حيث ان الحزب حالياً مغيب عن النقابات والشكل التنظيمي الحالي لا يستجيب للتعامل مع هذه المؤسسات، بينما المؤسسات الاهلية التي كانت في بداياتها رائدة العمل التطوعي أصبحت الأن مؤسسات مهنية محترفة

خلال مناقشة اليات التواصل مع الجماهير طرح الرفاق انه يجب على الحزب تطوير أداءه الإعلامي واستغلال التطور التكنولوجي بكل ابعاده مثل انشاء مواقع إخبارية مختلفة على الانترنت يكون لديها القدرة على جذب الناس وعدم الاكتفاء بالموقع الرسمي للحزب، وكذلك الاستثمار في محطات تلفزيونية محلية ومحاولة تطويرها لتنتقل للبث الفضائي، وفي نفس الوقت يجب ان لا نكتفي بالوسائل التكنولوجية بل يجب العودة لتقاليد العمل النضالي السابق في الاتصال مع الجماهير، فكل عضو في الحزب يجب ان يكون دينامو عمل، لان الحزب لا يعد قوي بعدد أعضائه، بل بأنصاره و تأثيره على الجماهير.

أكد الحضور على إبداء اهتمام أكثر بعمل منظمة الشبيبة عبر اعداد برامج تثقيفية وتحضير كوادر قادرة على استلام الراية لان الشبيبة هي الرافد الأساسي للحزب والضامن للاستمرارية من جيل لجيل.