هل تعي الفصائل الفلسطينية ماذا يدبر على المكشوف؟! - الحلقة (1) - سعيد مضية

2019-01-01

هل تعي الفصائل الفلسطينية ماذا يدبر على المكشوف؟!

الحلقة (1)

بحث هام للكاتب القدير، سعيد مضية، ينشره موقع (حشف) على حلقات - المحرر. 

سعيد مضية

في "خارج المكان" كتب إدوارد سعيد، "في مطلع أيلول 1991 بعد أربعين سنة على مغادرتي الشرق الأوسط الى الولايات المتحدة كنت في لندن للمشاركة في ندوة دعوت اليها مثقفين وناشطين فلسطينيين عشية مؤتمر مدريد في أعقاب حرب الخليج، والموقف الانتحاري الذي اتخذته القيادة الفلسطينية بوقوفها الى جانب صدام حسين. كنا في موقع تفاوضي ضعيف جدا، فكان غرضي من الندوة إثارة مجموعة من الموضوعات المشتركة التي من شانها دفع مسيرتنا الى أمام نحو انتزاع حقنا كشعب في تقرير المصير. توافدنا من كل أصقاع العالم الفلسطيني- من الضفة الغربية وغزة ومن الشتات الفلسطيني في البلدان العربية المختلفة ومن أوروبا واميركا الشمالية.

على أن المؤتمر انتهى الى خيبة مروعة، التكرار اللانهائي لحجج مألوفة، وعجزٌ عن تحقيق هدف جمعي، والرغبة الواضحة في أن لا نصغي إلا لأصواتنا. باختصار، لم ينجم عنه شيئ خلا الشعور الاستباقي المخيف بالإخفاق الفلسطيني اللاحق في أوسلو.

وأثبتت الحياة صدق حدس المفكر الفلسطيني؛ تواصلت تقاليد التفكير الرغبي ونرجسية الافتتان بالذات لتغليب التناقض الثانوي على التناقض الرئيس، إحدى عاهات السياسات الفلسطينية الموبوءة باللهاث خلف الشعبوية بديلا عن الإنجاز.

تعاقبت الخيبات طوال الحقبة الممتدة من اوسلو لتنتهي بالصفقة. صخب الشعارات مع شلل تام عن صد مدحلة الاستيطان وردِّ عربدات المستوطنين، دأبٌ على "التكرار اللانهائي لحجج مألوفة"؛ بينما مخاطر التوسع الاستيطاني تتطلب الإبداع للنهوض بالمواجهة اليومية مع الملموس والواقعي، وعملا دؤوبا في أوساط الجماهير يحشدها ويثقفها وينظمها للاضطلاع بمهمات المرحلة، وأولها درء خطر الاقتلاع الذي يجري التحضير له وتمريره بمختلف الأساليب والوسائل.. المفارقة ببشاعتها تنتقل الى الإعلام وتجلت في ندوة "قواعد الاشتباك" على فضائية الميادين يوم الثلاثاء (18 كانون أول / ديسمبر).

طبيعي أن الندوة لم تنظم بهدف وضع خطة عمل ، لكنها مؤشر فشل لهذا المسعى ونذير للتنابذ والتنافر في الممارسة العملية. مرارا حاول مدير الندوة، الإعلامي المتميز كمال خلف، شد المتحاورين (إن جاز تسمية ما دار حوارا) الى الواقع والملموس. قدم مرارا سلالم للهبوط من ذرى الرغبات الى أرض الواقع، والتماس إيجابيات لدى النهج المقابل، لو جمّعت فسيفساتها لوضعت قاعدة لبرنامج عملي مشترك. واجه المنتدين بالواقع المر: نيكي هيلي تهدد: نحن نطبق صفقة القرن، إعملوا ما تريدون! الا يستدعي ذلك مراجعة الخيارات؟ ويسأل أيضا: عشرة فصائل اجتمعت في مكتب الفاهوم بدمشق (24 تشرين أول 1991) كلها فشلت في فرض خيارها، او إسقاط خيار المفاوضات، فما أسباب الفشل؟ ما الذي حصل على أرض الواقع منذ توقيع أوسلو؟.

كل الموبقات التي ارتكبتها إسرائيل تحت ستار التفاوض، أبو مازن قال هذا أرخص احتلال! الساحة الفلسطينية مش عاوزة سجالات، هناك حركة تجريها السلطة على الساحة الدولية وتكسب تعاطفا دوليا؟ بات خيار الكفاح المسلح يعتبر إرهابا، عدميا وميزان القوى مختل وفي نهاية المطاف أميركا دولة كبرى ويجب التعامل مع الواقع!.

وجه مدير الندوة سؤاله الأخير، وطلب من كل مشارك الإجابة: هل يمكن الوصول الى برنامج وطني فلسطيني موحد؟ سدر الجميع في "تكرار الحجج المألوفة والإصغاء لصوته"، شعارات ليست برسم التنفيذ العملي، ما يوحي بالشعور الاستباقي المخيف بالاخفاق في رد الصفقة المشئومة.

واضح أن قضم الأراضي الفلسطينية لم يترك حيزا لدولة ذات سيادة؛ فاغتصاب الأراضي وتوسيع الاستيطان خطوات تكتيكية تقرب من الاستراتيجيا المرشدة للصهيونية تحويل فلسطين بكاملها دولة لليهود وإحكام نظام الأبارتهايد في فلسطين، إن لم ينجحوا في تهجير الشعب الفلسطيني.

ومن الخطوات التكتيكية على جدول أعمال إسرائيل، ما كشف عنه الموقع الإليكتروني الأميركي“ذا إنترسيبت”، تخطط جماعة تطلق على نفسها "ائتلاف الدفاع من اجل إسرائيل" لإصدار تشريع بالكونغرس الأميركي في كانون ثاني (يناير)، أي بعد أيام قليلة، يحول كل الدعم الأمريكي المخصص للأنروا - وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين - وللسلطة الوطنية والمنظمات غير الربحية والعائلات الفلسطينية في الضفة الغربية، إلى صندوق ينفق على برنامج تديره الحكومة الإسرائيلية يمول عملية تهجير الفلسطينيين خارج وطنهم/ وتوطينهم، ربما في تركيا والسويد والإمارات العربية المتحدة أو الولايات المتحدة الأميركية.

تحدث الموقع عن خطة التطهير العرقي الجديدة، باول ليبرمان، مدير الائتلاف من أجل دعم إسرائيل، وهو منظمة متفرعة عن تحالف يميني في الولايات المتحدة، يشارك تعاليم الإنجيلية المسيحية او الصهيونية المسيحية. كان ليبرمان قد دعي ثلاث مرات إلى البيت الأبيض لكي يقدم الخطة الجريئة والقوية. قال في حديث نشر على الموقع الإليكتروني: ترى منظمته أن على كل الفلسطينيين مغادرة البلاد ومن يصر على البقاء “فسيعيش تحت قانون الغرباء”، وهذا يعني حسب ليبرمان أنه “لا يستطيع التصويت ولا المشاركة في سيادة الأرض”.

وقال ليبرمان إنه قابل مسؤولين إسرائيليين وبرلمانيين مثل تساحي هانيغبي، من الليكود. ووجه هذا ليبرمان للقاء نفتالي بينت من البيت اليهودي. وبدوره حول بينت ليبرمان على موتي يوغيف، المسؤول عن اللجنة الفرعية في الكنيست ليهودا والسامرة. وكان يوغيف قد أثار جدلا عندما تحدى النواب العرب “إذهبوا إلى باريس وإلى بريطانيا وإلى أصدقائكم المعادين للسامية ومكانكم في قاعة المغادرين”. وقال إن رام الله ستصبح جزءا من إسرائيل.

لنتأمل مضمون ندوة قواعد الاشتباك على فضائية الميادين ونستدل، اولا هل يطالعون مستجدات الأدب السياسي المتعلق بقضيتهم، وهل يستشرفون أفق صد المشروع الاقتلاعي الذي لم يعد سراَ؟ .

مضت الندوة مبارزة كلامية واستعراضا نرجسيا لمآثر مرقت كالأسهم في الفضاء ، وتسديدا لمطاعن متبادلة تعمق شقة الخلاف. المنتدون كل في مركز قيادي لفصيل فلسطيني.
الأول عضو مكتب سياسي لحركة حماس، التي حصنت حكمها بالقطاع بمساعدات خارجية وامتلكت سلاح ردع توظفه في الدفاع عن تسلطها ، ولا شان لها بردع استيطان الضفة أو تهويد القدس. يتوجب القول أن فتح وحماس تتماثلان من حيث الانسياق مع شهوة الانفراد بالحكم والامتثال لبنية أبوية في التنظيم، والاستهانة بمعاناة القواعد الشعبية.

وفي قطاع غزة تكابد الجماهير ظروفا معيشية تتحدث عن هولها التقارير الدولية ولا تكترث حماس بمكابدة الجماهير وتخص أتباعها بالدعم المادي. وحماس تسعى لتهدئة في غزة مدتها عقدا او عقدين. متى تخوض الكفاح المسلح لتحرير الأرض؟ وهل تملك خطة للتحرير تواجه بها خطة تمضي على قدم وساق لتهجير ما تبقى من شعب فلسطين؟ وهل حسبت حساب تدخل حتمي من جانب الحلفاء إذا دخلت إسرائيل في حرب؟ وهل تسمح إسرائيل بأن تقوض دولتها قبل استخدام سلاحها النووي؟ أسئلة ليس لها أجوبة.

كل ما أفصحت حماس عنه تفريقها بين الصهيونية واليهودية إرضاء للرأي العام العالمي الذي يرفض التمييز العنصري.

لكنها لم تعتبر من ارتفاع عدد الدول المنحازة ضدها تأييدا للولايات المتحدة. باختصار تنطلق حماس من الأوضاع الملائمة التي أسهمت إسرائيل بدور بارز في تهيئتها. رأى ممثلها في الندوة ان التفاوض مع إسرائيل محرم فهي كيان مغتصب والصراع معها صراع وجود، ومفاوضات أوسلو اعتراف بأحقية الوجود لإسرائيل بعد التخلي عن الكفاح المسلح. ترى حماس ان المفاوضات لم تحقق شيئا والجواب على صفقة القرن هو الكفاح المسلح، ومسيرات العودة تكمل الخيار المسلح. وبصدد البرنامج الموحد لا يمكن إلا على أساس الكفاح المسلح. 

والثاني قيادي في الجبهة الشعبية -القيادة العامة، ومركزها دمشق، التي حظرت خلال الفترة الممتدة منذ 1973 حتى تاريخه التصدي لإسرائيل عبر الجولان.

أعلنت نفسها خلال الحقبة المذكورة دولة ممانعة دون ان ترد على الضربات العسكرية من جانب إسرائيل؛ لكنها دعمت مواجهة إسرائيل من جبهة حزب الله في لبنان. وانشغلت سوريا خلال سبع سنوات برد غزوات الإرهابيين المدعومين من إسرائيل ودول الامبريالية.

ويسجل للجيش السوري فضل دفاعه المظفر مع حلفائه عن كيان سوريا المراد تمزيقه وعن سيادتها الوطنية. ولولا التدخل الروسي لنجح العدوان الخارجي في إسقاط النظام وتدمير المجتمع، الأمر الذي يؤكد ان تحدي إسرائيل والامبريالية لا ينهض بها إلا نظام ديمقراطي يستند إلى جماهير تمتلك كامل حقوق المواطنة الحرة والمنظمة، والمستوعبة لثقافة تحديث الحياة الاجتماعية. رأى أن إسرائيل وجود كولنيالي، والخيار الوحيد حيالها هو الكفاح المسلح ومجابهة إسرائيل في كل المواقع. اوسلو أعطت إسرائيل اعترافا كاملا دون أن تحصل منها غير الجدار العازل والاستيطان وتهويد القدس وسلطة بلا سلطة حسب تعبير أبو مازن. واخيرا قال إذا كنا عاجزين فيجب أن لانفرط، أمامنا مائة عام! غفلة تامة عن عوامل القرْض والتآكل المستشرفة افق تطهير عرقي جديد في فلسطين هو الهجف الاستراتيجي لعدوان حزيران. 

والثالث عضو المجلس الثوري لحركة فتح، وضعتها سخرية التاريخ بين كماشة احتلال وشعب مهدور مكشوف لتطاولات الاحتلال ومستوطنيه، وقاصر عن تقرير مصيره أو التخطيط لمستقبله. ركز ممثل فتح في الندوة على إيجابيات النشاط السياسي على المستوى الدولي، حيث استقطب للقضية التأييد الشامل. قال إن أبو مرزوق ذكر اكثر من مرة ان المفاوضات ليست محرمة، ومشعل أعلن قبول تسوية بحدود 1967. وأضاف إن قرار مساواة الصهيونية بالعنصرية صدر عبر النشاط داخل الأمم المتحدة، وفتح اختارات المقاومة الشعبية ومثالها الاعتصام بالخان الأحمر. وأردف ان فتح والسلطة في الوقت الراهن ترفضان الحديث مع إدارة ترمب وترفضان صفقة القرن. مفاوضات أبو عمار جلبت مطارا وميناء، أما مفاوضات حماس فجلبت حقيبة اموال عن طريق إسرائيل نقصت 300 ألف دولار قبل أن تصل غزة ثم مائتي الف قبل أن تصل إسماعيل هنية. 

أشار المنتدون في كلمات عابرة الى احتمال الجمع بين النضال المسلح والمقاومة السلمية، ومراجعة الماضي القريب أمر لابد منه كي لا يتكرر الفشل وتتأبد الانكسارات. يكفي تذكّر حادثة استشهاد المناضل الوطني أبو علي مصطفى لتبين استحالة الجمع بين المقاومة المسلحة والسلمية في ظل السيطرة الإسرائيلية المباشرة على الضفة. فهو قد قرر اشراك فصيله في الكفاح المسلح وتوجه الى مكتبه في رام الله يقود منه المقاومة الشعبية السلمية، لتعاجله قذيفة صاروخية! إسرائيل تصاب بسعار حين تتلمس تحديا من جانب الفلسطينيين عسكريا كان أم سلميا؛ فذلك احد تجليات الترفع العنصري وتجريد ضحاياها من إنسانيتهم. وإسرائيل أجازت لجنودها ومستوطنيها حرية القتل بالجملة والمفرق وتبرير القتل بمجرد الإحساس بالخطر؛ فما أن تواجه بمقاومة مسلحة حتى تنداح دوائر إرهابها بغير تمييز، تطال المستكينين داخل بيوتهم او في متاجرهم.

لم تبرز مقاومة شعبية للجدار وللتمدد الاستيطاني في فترة ما يزعم الانتفاضة الثانية؛ تصدت قوات الاحتلال لكل تحرك شعبي وقمعته بالقوة. وانتهى الصدام باستباحة مناطق السلطة وإعادة احتلال الضفة، ليتبين الصدام المسلح مكيدة استدرجت لها الجماهير ثم الفصائل بهدف شطب إجراءات أوسلو.

ادعى ممثل حماس في الندوة أن النشاط المسلح لحركته في قطاع غزة أجبر شارون على سحب قواته؛ والادعاء تبرير للتسلط على القطاع؛ حيث ان شارون اعلن الانسحاب من غزة فقامت له الجمعية العمومية تقديرا ل"رجل السلام" ثم ارتد يُحكِم الحصار حول القطاع و ينفذ برنامج تهويد القدس والضفة. مكيدتان تزامنتا مع مكيدة جرجرة الفصائل لأعمال استشهادية كي تتحول إسرائيل الى ضحية والفلسطينيون هم المعتدون الإرهابيون ، كما يحلو للصهاينة الادعاء .

وضمن الافتتان بالذات واللهاث خلف الشعبوية تجري المبالغة في تسخير ثقافة الاستشهاد، وهي نزعة بالغة الأثر في الوجدان الشعبي، يعزز أثرها توتر لدى المقهورين ذوي الثقافة السياسية الضحلة يبعث فيهم التعلق بالعنف المسلح، عملا بالقول المأثور ما اخذ بالقوة لا يسترد بغير القوة. وتجهل الثقافة الضحلة أن حركة الجماهير قوة تتفوق على قعقعة السلاح، وتترك أثرا إيجابيا على الرأي العام العالمي.لكنها تتطلب إتقان العمل بين الجماهير، تثقيفها وتنظيمها وإنهاضها للنشاط السياسي. غير أن فصائل تقدم الشعبوية على المقاومة تفضل استثمار نزعة العنف المسلح؛ تلوح به عمليات استشهادية فردية. وطوبوغرافية الضفة لا تشكل الرحم الذي تنمو فيه وتتطور حركة مقاومة مسلحة تراكم الخبرات وتكدس عوامل قوة تكنس الاحتلال. والاستبسال المتكرر على فترات متباعدة يمثل حركة بلا هدف، إلا إذا سلمنا بالشعبوية هدفا. والتعويل على أثر استشهاد مناضلين بواسل امثال باسل الأعرج وصالح البرغوثي والعناسوة وأضرابهم من مقتحمي الموت لا يشكل الرادع المصد، ناهيك عن التحرير.

وفي حلقة لاحقة سنقدم وقائع توضح كيف تصاعَدَ العمل المسلح بكامل إمكاناته ليشكل القوة المهيمنة في فلسطين الانتدابية عام 1946 وليحول الانتداب البريطاني عام 1947، بمائة ألف جندي وشرطة بريطانية، "حامية محاصرة" بالإرهابيين الصهاينة. سنوات من العنف المسلح امكن خلالها مراكمة القوة القاهرة التي انثنت لإنجاز التطهير العرقي للشعب الفلسطيني. 

لكي يعرف هواة التحرير من النهر الى البحر كيف تنفذ المخططات الجادة يجدر مراجعة أساليب المنظمات الإرهابية الصهيونية في تحقيق التعاون المشترك واعتماد إمكانات الواقع الموضوعي لإنجاز المهام العملية. كان لابد للمنظمات الصهيونية من اللجوء للإرهاب وثقافة إرهابية لأن الإرهاب "هو العنف الموجه ضد المدنيين. هو الوسيلة الوحيدة التي يمكن بواسطتها إخضاع شعب راسخ الجذور، وتجريده من إنسانيته وإخراجه من أرضه.

هذه من غير رتوش هي حقيقة الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني")، كما أورد في إحدى شهاداته الكاتب البريطاني توماس سواريز في كتابه "دولة الإرهاب كيف قامت دولة إسرائيل الحديثة على الإرهاب"، وترجمه الى العربية محمد عصفور وصدر في عدد أيار الماضي من كتاب عالم المعرفة .

ولنا اعتراض على وصف دولة إسرائيل ب"الحديثة"؛ إذ دحضت التنقيبات الأثرية في فلسطين قيام دولة يهودية قديمة. أما ما يتعلق بحكمة الاحتكام لضرورة الاتفاق على الموقف المشترك وتجزئة المشروع الكبير على مراحل فنورده في الحلقة القادمة .

 (يتبع... الحلقة الثانية)