شرعنة وتأهيل نحو 2000 وحدة استيطانية بنيت بلا تراخيص

2019-07-01

شرعنة وتأهيل نحو 2000 وحدة استيطانية بنيت بلا تراخيص

القدس - وكالات: صادقت المحكمة المركزية الإسرائيلية في القدس على شرعنة وتأهيل وحدات استيطانية بنيت "بلا تراخيص" في الضفة الغربية المحتلة، وذلك عبر تحديد منظومة وآلية جديدة تتيح الاستيلاء على الأراضي الفلسطينية بملكية خاصة. وقد تؤدي هذه الآلية، إذا تم اعتمادها والشروع في تطبيقها، إلى منح "التراخيص" لــ 2000 وحدة سكنية استيطانية بنيت بلا تراخيص وتخضع لـ"نزاع قانوني".

وذكرت صحيفة "هآرتس" في تقريراَ لها، أن ما يسمى بـ"النيابة العامة للدولة" تسعى إلى تطبيق الآلية على العديد من الوحدات السكنية غير القانونية في مستوطنة "عاليه زهاف" في شمال الضفة الغربية. وفي قرارها الشهر الماضي، قبلت المحكمة دعوى بناء على آلية "تنظيم السوق"، والتي بموجبها يمكن تنظيم البناء غير القانوني على الأراضي الفلسطينية بأثر رجعي إذا تم تخصيصه للبناء والاستيطان، بعد اعتباره أرضاً للدولة بشكل خاطئ.

ووفقاً للصحيفة، بدأت الدولة قبل عدة أشهر باستخدام هذه الآلية الجديدة لتسوية الوضع القانوني للمستوطنات، وهذه هي المرة الأولى التي يتم فيها قبول واعتماد هذه الآلية من قبل المحكمة، وسيتم استخدامها لشرعنة ومنح التراخيص لـ40 وحدة سكنية استيطانية في مستوطنة "عاليه زهاف"، فهذه هي المرة الأولى التي يتم فيها قبول الآلية من قبل المحكمة فيما يتعلق بالمباني المحددة بأنها غير قانونية.

وتستند الآلية القانونية المعنية إلى البند 5 من الأمر المتعلق بالممتلكات الحكومية لما زعم "يهودا والسامرة" - أمر عسكري من العام 1967. وتنص الآلية، وهي آلية موازية لآلية "تنظيم السوق" الأكثر صرامة المعمول بها في إسرائيل، على أن "أي معاملة تتم بحسن نية بين المفوّض وأي شخص آخر، في ما يتعلق بأي ممتلكات يعتبرها حارس الأملاك وقت المعاملة ملكية حكومية، يجب ألا تشطب وألا تلغى حتى في حال أثبت أن العقار لم يكن يتبع لملكية الحكومة عند تشييده".

وهذا يعني أنه إذا كان حارس الأملاك بمعنى آخر الإدارة المدنية التابعة لجيش الاحتلال، اعتقد بحسن نية أن هذه هي أرض الدولة أثناء تخصيص الأرض للمستوطنين، فإن الأرض ستكون مؤهلة للبناء حتى لو تبين لاحقاً أنها ليست تحت سيطرة "الإدارة المدنية" ولا تتبع للدولة وهي بملكية الفلسطينيين.

يذكر أن الأرض التي بنيت عليها الوحدات السكنية الاستيطانية في مستوطنة "عاليه زهاف"، إلى جانب الأراضي الإضافية في جميع أنحاء الضفة الغربية، تعتبر أراضي دولة وفقاً للخرائط القديمة، التي تم تحديدها بطريقة غير مهنية وعلى أساس الوسائل التكنولوجية القديمة.

ويقوم فريق "الخط الأزرق" بالإدارة المدنية في هذه الفترة، بإعادة فحص الادعاءات حول بعض قسائم الأرض والبناء التي أعلن عنها أراضي دولة والعمل على تصحيح الحدود. وهكذا، اكتشف أن بعض الأراضي التي بنيت عليها المباني المذكورة في مستوطنة "عاليه زهاف"، مثلها مثل العديد من المباني الأخرى بالضفة الغربية، هي في الواقع أرض فلسطينية خاصة.

وجاء في قرار القاضي كارمي موسك، أن المادة 5 تنطبق على قطع الأرض التي تقع في مستوطنة "عاليه زهاف"، وأنه يجب تعديل الخط الأزرق (أرض الدولة) وفقاً لذلك، وللمستوطنين الحق "بممارسة حقوقهم الكاملة في القطع التي اشتروها وفقاً للوضع القانوني والخط الأزرق الذي كان موجوداً عند شراء الأرض". وسمحت المحكمة للدولة استكمال جميع المتطلبات القانونية لاستكمال الإجراء الجديد حتى أيلول المقبل.

وفي الوقت نفسه، تم استخدام نفس الآلية بملفات أخرى. ففي الآونة الأخيرة، قدمت سلطات الاحتلال مطالبة مماثلة في القضية بمستوطنة "نيلي". وذكر مكتب المدعي العام في ما يتعلق بالقضية أنه "في هذه المرحلة، يتم رفع دعوى في المحكمة بخصوص طرد المدعين واستجابة مكتب المدعي العام لهذه المسألة". ومن الواضح أن استخدام المادة 5 من الأمر المتعلق بالممتلكات الحكومية في هذه القضية يتم وفقاً للرأي القانوني للمستشار القانوني في هذه القضية.

واستخدمت سلطات الاحتلال أيضاً ادعاءات مماثلة، العام الماضي، عندما صادقت المحكمة المركزية بالقدس على تسوية وشرعنة البؤرة الاستيطانية "متسبيه كرميم". ومع ذلك، فإن حالة "متسبيه كرميم" كانت مختلفة عن قضية "عاليه زهاف"، بسبب تورط السلطات الحكومية العميق في إقامة البؤرة الاستيطانية بموقعها الحالي، ولأن مصدر الخطأ الذي أدى إلى تخصيص الأرض للمستوطنين لم يكن بسبب التخفيض الرجعي لأرض الدولة. ويتوقع استخدام الآلية الجديدة في قضية "متسبيه كرميم" التي ستتداولها المحكمة العليا قريباً.