بركة: حق عودة المهجّرين ليس مرهونا بهواجس الحركة الصهيونية الديمغرافية

2019-12-11

بركة: حق عودة المهجّرين ليس مرهونا بهواجس الحركة الصهيونية الديمغرافية

الناصرة - خاص بـ"حشف": أكد رئيس لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية محمد بركة، إن حق العودة الفلسطيني، للمهجرين خارج وداخل الوطن، يجب أن لا يكون مرهونا بهواجس الحركة الصهيونية الديمغرافية والجغرافية، بل هذا حق قائم على العدل الطبيعي أولا وعلى قرارات الشرعية الدولية التي أقرت هذا الحق. وأن محاولة البعض الأخذ بهذه الهواجس ليزجها في الحسابات والمواقف، فيها تخاذل وتهادن وانتهازية.

وجاء هذا في كلمة رئيس المتابعة بركة، في الجلسة الافتتاحية لمؤتمر مركز التخطيط البديل، في الناصرة، الذي أطلق اليوم مشروعه، الهام، وهو التوثيق الرقمي لقرى فلسطين التاريخية.

وحيّا بركة مشروع مركز التخطيط العربي البديل على هذه المبادرة، ومؤتمراته بشكل عام التي تشكل اثراء لمجتمعنا وشعبنا العربي الفلسطيني، في قضية التي هي من أهم القضايا التي نواجها، قضية الأرض والمسكن.

وقال بركة، إن في هذا المؤتمر هناك نقلة نوعية استثنائية، بتكريس الجهد لقضية القرى المهجرة ورصدها. ومشروع الأرشفة الرقمي لخارطة فلسطين، مع القرى المهجرة هو ليس مشروعا توصيفيا، ليقول إن هذه حدود لوبية وهذه حدود سيرين وغيرها. بل هذا شكل من أشكال إعادة صياغة المجتمع المحلي في كل قرية ومدينة، حول المساحة والجغرافيا. بمعنى إعادة صياغة الديمغرافيا المحلية في فلسطين التاريخية.

وشدد بركة، على أن هذا شكل من أشكال حفظ الذاكرة، وهو ليس مشروعا ماضويا مع كل أهمية ذلك، بل هو مشروع مستقبلي، بمعنى أن هذه الأرض، وهذا المكان، وهذه الحدود لها ناسها وشعبها، يحمل حنينا ورغبة، ويحمل حقا في العودة اليه. وخص بركة بتحيته، رئيس المركز الدكتور حنا سويد، ومدير الطاقم سامر سويد، وجميع افراد الطاقم وكل من ساعد فيه.

وقال بركة، هناك من يريد أن يتعامل مع قضية اللاجئين والقرى المهجرة، وكأنها أمرا بات منسيا، وبات خارج التداول وخارج الحق في التطبيق، ومرد هذا الاعتقاد السائد، المقولة الصهيونية التي تقول: "لا يمكن أن نُغرق البلاد بالفلسطينيين، الأمر الذي سيغير الطابع الديمغرافي في البلاد في صالح أغلبية عربية، وضعضعة الأغلبية اليهودية".

هواجس الصهيونية

وتابع بركة، إن السؤال الذي يجب ان نسأله لأنفسنا: هل هواجس الصهيونية الديمغرافية والجغرافية، باتت جزءا من أولوياتنا؟ أو باتت تشكل موضوعا أساسيا في احقيتنا كفلسطينيين، وكأهالي للقرى المهجرة وكلاجئين على أرضنا وعلى بيتنا وعلى تاريخنا؟ وأنا أقول إن هذا أمر ليس معقولا، فالبراغماتية السياسية مفيدة أحيانا، ولكن إن فاضت، فهي تتحول إما الى تهادن، وإما الى تخاذل، وإما إلى انتهازية. فحق أهالي صفورية وميعار والحدثة، و530 قرية في اراضيهم وبيتهم وتاريخهم، هو حق غير مرهون لهواجس الحركة الصهيونية. فهذا حق يجب ان يكون ثابتا،

فنحن نتكلم عن 750 ألف فلسطيني تم تهجيرهم، واليوم نتحدث عن 8 ملايين الى 9 ملايين فلسطيني. وأنا لا أتردد بالقول إن حقهم ليس خاضعا لأي نقاش، وهذا بفعل قوانين العدل الطبيعي، وهذا بفعل الشرعية الدولية. وحتى أن المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية، وما آلت اليه بعد أوسلو من تدهور، لم يتم شطب قضية اللاجئين، بل يتم شطبها الآن على أرض الواقع.

وقال بركة، إن قضية اللاجئين تتعرض اليوم لاغتيال، كما هي قضية القدس تتعرض لاغتيال من أميركا وإسرائيل، ضمن صفقة القرن، وكما أن الاستيطان بات ليس متعارضا مع القانون الدولي، وفق تصريحات وزير الخارجية الأميركي بومبيو. والآن نشاهد ما يجري في مخيمات اللاجئين. فكل أزمة في أي مكان في الشرق الأوسط، لها اسقاطاتها على واقع الشعب الفلسطيني.

فأزمة سورية دمرت مخيم اليرموك الذي لم يعد فيه سوى أقل من 20 ألف لاجئ، بدلا من أكثر من نصف مليون، حتى نشوب الحرب. فالناس تتعرض للجوء مرتين وثلاثة وأربعة. وقبلها أزمة لبنان دمرت مخيم النهر البارد، ورأينا قوافل اللاجئين الفلسطينيين في العراق بعد سقوط نظام صدام حسين، الذي كان يساند الفلسطينيين، وملاحقتهم من النظام الجديد الذي يعاديهم، كذلك الأمر في ليبيا.