"محاكمة نتنياهو تتحوّل إلى مهزلة" د. ماهر الشريف

2020-05-25

"محاكمة نتنياهو تتحوّل إلى مهزلة"

د. ماهر الشريف

هكذا عنوّن الصحافي بيير باربانسي المقال الذي نشره في صحيفة "لومانيتيه" الباريسية، وتطرق فيه إلى بدء محاكمة زعيم إسرائيل الرئيسي، المعاد انتخابه منذ عشرين عاماً، وهو يصرخ في وجه القضاة: "أواجهكم وأنا منتصب القامة مرفوع الرأس"، وذلك على الرغم من سبع تهم بالفساد والرشوة وخيانة الأمانة، موجهة إليه في ثلاث قضايا.

فبعد أن كان قضاة المحكمة الثلاثة قد رفضوا قبل أيام طلب نتنياهو بعدم حضور الجلسة الافتتاحية لمحاكمته، وذلك بحجة أن وجود عدد كبيرمن حراسه يخالف الإرشادات الصحية بخصوص منع التجمعات، اضطر إلى حضور الجلسة الافتتاحية لمحاكمته، التي انعقدت في مدينة القدس الشرقية المحتلة، وجلس وهو يشغل منصب رئيس الوزراء على مقاعد المتهمين، في سابقة لم يعرفها تاريخ إسرائيل القضائي والسياسي.

ويزعم نتنياهو أنه بريء، وأنه ضحية "انقلاب" يشارك فيه المعارضة ووسائل الإعلام والشرطة والنائب العام. وبحسب مراسل "تابمز أوف إسرائيل" اتهم نتنياهو، خلال مرافعته التي استمرت نصف ساعة، القضاء بأنه خاضع للمعارضة، وأنه يقف ضده ويتحرش به منذ سنوات، وهو يريد "سقوطه وسقوط دولة إسرائيل". بينما كتب مراسل "هآرتس"، كما ينقل عنه موقع "فرانس كلتور" أن موقفه المتمثل بحث الناس على كراهية القضاة يشبه طريقة المافيا الإيطالية خلال حملة "الأيادي النظيفة" في التسعينيات، والتي انتهت بقتل القاضي جيوفاني فالكون.

بينما اعتبر جدعون ليفي في الصحيفة نفسها أن المحاكمة هي "انتصار" لرئيس الوزراء الذي ستستأثر محاكمته بالاهتمام خلال أشهر طويلة، وستدور جميع الخطابات السياسية حولها؛ أما بقية الأمور فستتجاهلها وسائل الإعلام، وبقية الأمور هذه هي "مواصلة احتلال الأراضي الفلسطينية لسنوات قادمة، وسياسات الأبرتهايد المناهضة للعرب، والديمقراطية الإسرائيلية الزائفة"، معرباً عن أسفه لأن يسار بلاده "جعل من النضال ضد الفساد حصان معركته الوحيد، بينما يتوجب عليه أن يخوض معاركه الإيديولوجية الحقيقية في النضال من أجل السلام، والحرية، والعدالة، والحقوق الإنسانية أو المساواة".