الشيوعي اللبناني يحيي المتظاهرين ويدعو لحكومة بعيدة عن المحاصصة الفساد

2020-08-11

الشيوعي اللبناني يحيي المتظاهرين ويدعو لحكومة بعيدة عن المحاصصة  

* السكرتير العام للحزب حنا غريب: الحكومة الانتقالية بحاجة لصلاحيات استثنائية تحظى بموافقة قوى الانتفاضة الشعبية، بعيداً عن قوى القمع والارتهان إلى الخارج.

* الحزب يؤكد تمسكه أكثر بشعاره من أجل بناء دولة وطنية ديمقراطية كبوصلة لمجمل توجّهاته في المرحلة الراهنة * حيا مئات آلاف المتظاهرين عموماً، والشيوعيين وقوى التغيير بشكل خاص، تحت شعار اسقاط النظام السياسي الطائفي القاتل والمنظومة السلطوية المرتهنة.

أصدر السكرتير العام للحزب الشيوعي اللبناني حنا غريب بيانا، باسم الحزب، حيّا فيه مئات آلاف المتظاهرين في شوارع بيروت ولبنان، وبضمنهم الشيوعيين وقوى التغيير، تحت شعار اسقاط النظام السياسي الطائفي القاتل والمنظومة السلطوية المرتهنة. كما دان غريب، الجريمة النذلة، بالاعتداء على النصب التذكاري لشهداء جبهة المقاومة الوطنية، التي كان الحزب في طليعتها، ضد الاحتلال الإسرائيلي للبنان. وشدد على أن الحكومة الانتقالية، عليها أن تكون ذات صلاحيات، بعيدة عن المحصصة الطائفية وجهات الفساد.

وجاء في البيان:

1- بداية لا بدّ من التوقف عند ما حصل ليل أمس في بلدة الزرارية من إحراق للنصب التذكاري لشهداء جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية. إن أقل ما يقال في وصف هذا الاعتداء الجبان تحت جنح الظلام انه يستهدف بالدرجة الأولى القضية التي حملتها هذه الجبهة وشهدائها، انه اعتداء على القضية التي حملها حزبنا ومقاومته. إنه اعتداء على قضية التحرر الوطني والاجتماعي لشعبنا، قضية التحرير والتغيير، تحرير الأرض وتحرير اللبنانيين من هذا النظام السياسي القاتل ومنظومته السياسية الفاسدة والمرتهنة للخارج. وفي هذا الصدد ندعو القوى الأمنية إلى تحمل مسؤولياتها الكاملة والتحرك السريع لكشف الفاعلين وإنزال أشد العقوبات بالمعتدين على نصب شهداء الجبهة، داعين أيضاً إلى تعاون كل فعاليات بلدة الزرارية المقاومة من أجل تحقيق ذلك.

2- يحيي الحزب الشيوعي اللبناني مئات آلاف المتظاهرين عموماً، والشيوعيين وقوى التغيير بشكل خاص، الذين نزلوا إلى ساحة الشهداء يوم السبت 8 آب للمشاركة في تظاهرة المحاسبة والغضب الشعبي العارم تحت شعار اسقاط النظام السياسي الطائفي القاتل والمنظومة السلطوية المرتهنة، فهو النظام المولّد للأزمات والحروب والكوارث والذي يشرّع الأبواب للتدخلات الخارجية. وتحت هذا الشعار أكد الحزب وقوفه المستمر إلى جانب قضايا شعبه ومعاناته بمواجهة الكوارث التي تعرّض لها ولا يزال اقتصادياً ومالياً وصحياً واجتماعياً، والتي وصلت إلى ذروتها في الكارثة - الجريمة التي ارتكبت بحق الوطن والشعب في تفجير مرفأ بيروت.

3- في ظلّ انسداد الأفق السياسي وتخيير اللبنانيين بين استمرار المنظومة الحاكمة - سواء عبر الحكومة الحالية أو ما يسمى حكومة "الوحدة الوطنية" السيئة الذكر - وبين التدخلات الخارجية والتدويل بحجّة حفظ السلم الأهلي في مواجهة التفلّت الأمني وانحلال الدولة وانهيار الانتظام العام، يؤكد الحزب ان الحل الوحيد هو حلّ سياسيّ يقوم على تشكيل حكومة وطنية انتقالية من خارج المنظومة السلطوية وبصلاحيات استثنائية وتحظى بموافقة قوى الانتفاضة الشعبية، وتكون مهمتها تصفية تركة النظام السياسي الطائفي وإرساء أسس الدولة الوطنية والديمقراطية. أما دعوة رئيس الحكومة حسان دياب إلى انتخابات نيابية مبكرة تشرف عليها حكومته وفق قانون انتخابي يقوم على التمثيل المذهبي والطائفي، فإنه لا يخرج عن نطاق خيارات المنظومة الحاكمة.

4- إن الحزب الشيوعي يرى أن الكلام الصادر على هامش المؤتمر الدولي الطارئ الذي انعقد بمبادرة من الرئيس الفرنسي يوم أمس تحت شعار تقديم الدعم إلى لبنان، هو أقرب إلى أن يكون في جانب أساسي منه كلام حقّ يراد به باطل. وينبغي أن نذكّر بأن أركان السلطة الفاسدة في لبنان حظوا على الدوام ومنذ عقود باحتضان واسع من جانب الدول والمؤسسات المشاركة في هذا المؤتمر. ثم أن اشتراط هذه الأخيرة تقديم الدعم بإصلاحات يتوجب على الحكم اللبناني تنفيذها في القريب العاجل، لا يعفي الكثير من تلك الدول من مسؤولية المشاركة في فرض الحصار والعقوبات الاقتصادية والمالية التي أضرّت كثيراً بالشعب اللبناني. كذلك فإن الاتجاه إلى تمرير هذا الدعم عبر قنوات غير رسمية بحجّة الفساد المستشري في أجهزة الدولة (وإن كانت هذه حجّة حقّ في الظاهر)، لكنه لا يعفي من طرح تساؤلات حول الغايات الاقتصادية والسياسية الفعلية التي يتوخّاها ذلك الدعم.

5- إن الحزب الشيوعي اللبناني يتمسك اليوم وأكثر من أي يوم مضى بشعاره من أجل بناء دولة وطنية ديمقراطية كبوصلة لمجمل توجّهاته في المرحلة الراهنة، ويؤكد رفضه وإدانته لمحاولات البعض استغلال الغضب الشعبي ورفع الشعارات البعيدة كل البعد عن سلوكيات المنتفضين واهدافهم وهم المتمسكين دوماً بمسارها وقيمها منذ انطلاقتها في 17 أكتوبر، ويحذر الحزب من هذه المحاولات والشعارات التي تصب في خدمة مشاريع سلطوية داخلية تستجيب لمشاريع خارجية مشبوهة تستدرج قوى الخارج للتآمر على دور لبنان وموقعه الوطني، خصوصا في هذه المرحلة التي تشتدّ فيها المحاولات الرامية إلى تفتيت دول المنطقة وتقسيمها طائفيا ومذهبيا لإخضاعها.

6- يدين الحزب كل أعمال القمع التي تعرّض لها المنتفضون على يد العناصر العسكرية والأمنية، ويدعو إلى اتّخاذ أشد العقوبات بالذين أطلقوا النار على المتظاهرين، ومن أعطوهم الأوامر بذلك، متمنياً الشفاء العاجل للجرحى وداعياً القوى الامنية إلى احترام وحماية الحق بالتظاهر والتعبير. فمهمة القوى الامنية والعسكرية اليوم هو الانحياز إلى جانب شعبها وعدم تسخير نفسها والتضحية بأحد عناصرها - الذي نتقدم بأحرّ التعازي إلى أهله وعائلته - لحماية رموز المنظومة السياسية الحاكمة التي سطت على المال العام والخاص واقتنصت، عبر التضخم وفلتان الدولار، جزءاً أساسياً من مداخيل وأجور عموم المواطنين بمن فيهم العناصر العسكرية والأمنية. وهو يعلن تقديره الكبير لكل المتطوعين في الحقل الطبي والصحي والدفاع المدني الذين قدّموا اثناء التظاهرة ولا زالوا يقدمون يد المساعدة للمتظاهرين وللمناطق المنكوبة وأهلها.

7- يؤكّد الحزب على محاسبة المتسبّبين بانفجار المرفأ، وعلى عدم اقتصار المحاسبة على بضعة موظفين ومدراء، بل أن تطال قبل أي شيء آخر، المسؤولين السياسيين، مهما علا شأنهم، عن سياسة التوظيف الزبائني والفساد والإهمال وانعدام الأهلية وربما أيضاً انخراطهم في التآمر المباشر وغير المباشر الذي أدّى إلى هذه الكارثة الوطنيّة.

8- يعتبر الحزب الشيوعي اللبناني أن قوى الانتفاضة الوطنية مدعوة اليوم إلى تجميع طاقاتها وجهودها في هذه المرحلة الدقيقة من أجل إقامة أطر سياسية موحدة والاسراع بطرح برنامجها البديل الرامي إلى تكوين سلطة بديلة تأخذ على عاتقها مهمة الدفاع عن حقوق الشعب اللبناني عبر بناء الدولة الوطنية القادرة والعادلة على أنقاض نظام القتل والمحاصصة والتبعية والارتهان للخارج.