37 عاماً على رحيل الشاعر الثوري معين بسيسو وما زال صوته يصدح بالأمل | وليد العوض

2021-01-23

37 عاماً على رحيل الشاعر الثوري معين بسيسو وما زال صوته يصدح بالأمل

| وليد العوض*

اليوم في 23 كانون الثاني/ يناير الجاري، تصادف الذكرى 37 لرحيل القائد الشيوعي الشاعر معين بسيسو على اثر نوبة قلبية حادة فاجأته خلال زيارة عمل الى لندن عام ١٩٨٤.

 اليوم وفي ذكرى رحيله المؤلم يتذكره رفاقه الشيوعيين وكل الوطنين الاحرار، يتذكره كل الذين مثلت كلماته المفعمة بروح التحدي وحب الوطن والانحياز للفقراء والعمال طريقاً لهم على مدار سني حياتهم، اليوم يفتقده شعبنا الفلسطيني الذي وجد في معين بسيسو القائد الشجاع والملهم الذي لا يهاب، يتذكره مقاتلو بيروت من الفلسطينيين واللبنانيين خلال ايام الحصار ال ٨٨ حين كان يقف معهم على المتراس من خلال جريدة المعركة وكلماته ورفاقه الكتاب عبر سطورها التي كانت تشعل حماسة الفدائيون على خطوط النار.

في ذكرى رحيله يتذكره الاحرار والتقدميين الذين ناضل الى جانبهم في سوريا والعراق ومصر كما يتذكره التقدميون والاحرار من الكتاب والشعراء والادباء في العالم اجمع، يتذكره الجميع لكننا نحن ابناء الشعب الفلسطيني أكثر من نفتقده في ذكرى هذا الرحيل المؤلم نبحث في غياهب الظلم والظلام المتربع على صدورنا فلا نجد سوى وقع كلماته المؤثرة التي طرزها معبرا عن حبه لشعبه ولفلسطين ولغزة الجريحة التي تئن من وقع الألم تماماً كما رآها في قصيدته "المدينة المحاصرة"، مرددا بصوته الراعد:

هذي الحسناء غزة في مأتمها تـدور

ما بين جوعى في الخيام وبين عطشى في القبور

ومـعذب يقتات مـن دمـه ويعتصر الجـذور

صـور من الإذلال فأغضب أيها الشعب الأسير

فسـياطهم كتب مصائرنا على تلك الظهور

بهذه الكلمات المفعمة بالحماسة والأمل، وصف الشاعر الشيوعي الراحل معين بسيسو الأمين العام للحزب الشيوعي الفلسطيني، غزة التي تعيش اليوم في بحر آلامها وحلكة ظلامها، لكنها لم تفقد  يوماً الأمل بأبنائها وهي حتماً سترى النور الذي يبشر به ابنها البار ابو توفيق، غزة اليوم ستنهض حتما ستنفض الغبار عن وجهها الجميل ستشذب شعرها الممتد على طول شاطئها الجميل، ستكحل عيناها وتعانق حريتها  التي سلبت وتعيد رسم مستقبلها المشرق كجزء من الوطن، غزة وهي تتذكر معين تتململ مغردة بما قاله في قصيدته "التحدي (لن تطفئوا مهما نفختم في الدّجى هذي المشاعل، الشعب أوقدها وسار بها قوافل في قوافل).

غزة ومدينتها التي تحتضن البحر، حيث ولد وترعرع معين في ازقتها وحواريها الضيقة وعلى مقاعد مدارسها تلقى علومه وعلم طلابه على السير في دروب الكفاح وخاض مع الشعب المقاوم أروع صفحات الكفاح في مواجهة مشروع التوطين واسقاطه في خمسينات القرن الماضي، وشق ازرار قميصه وهو يتقدم المظاهرات الشعبية التي نظمها الحزب لإسقاط مشروع توطين اللاجئين في صحراء سيناء حيث علا صوت معين هادراً وخلفه الجماهير (لا توطين ولا إسكان يا عملاء الأمريكان) حيث سقط رفيقه الذي افتداه حسني بلال شهيداً مخضباً بدمائه ثرى الوطن.

غزة هذه ستنهض وهي ما زلت تذكره وهي قطعاً لن تخيب ظنه ولن يكون بعيداً ذلك اليوم الذي تشهد فيه غزة بناء صرحاً ثقافياً كبيراً ولائقاً تقديراً وتكريماً لمعين. غزة ستنهض من كبوتها لا محال وتهتف مرة اخرى ما كتبه معين وفاءً للام ولفلسطين

لكِ الجماهير ابناءٌ بلا عددِ

فلست وحدك يا أم بلا ولد

من لم تودع بنيها بابتسامتها

الى الزنازين لم تحبل ولم تلد

*عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني.