الحل بالاحترام الكامل قولاً وفعلا لحقوق الشعوب

2024-02-06

"الاتحاد" الحيفاوية

كتبت صحيفة "الاتحاد" الحيفاوية في كلمتها الافتتاحية، اليوم الثلاثاء، حول العربدة والاعتداءات العسكرية الامريكية في المنطقة العربية، تقول:

يزداد التورّط الأمريكي في دوائر حربية عدوانية في المنطقة، وسط استمرار الحرب الوحشية الإسرائيلية على قطاع غزة التي تطال بمعظمها المدنيين والمنشآت المدنية. فالولايات المتحدة ومعها التابعة بريطانيا تشن هجمات على الداخل السيادي لدول اليمن والعراق وسورية، بدلا من أن تذهب إلى الحكومة الإسرائيلية بحزم لجعلها توقف الحرب. فجميع أشكال التدهور الحالية والتصعيد المترتب عليها سببه هذه الحرب الإسرائيلية، ومن شأن وقفها أن يصدّ أي تدهور.

لكن الحكومات في واشنطن ولندن مثل الحكومة هنا، لا تعرف سوى لغة القوة والغطرسة والبطش، وتختار الذهاب في دروب العدوان والحرب بدلا من الدبلوماسية والسياسة. وهي بهذا شريك كامل في جرّ المنطقة برمّتها لويلات جديدة. لم تكن يومًا محايدة ولا وسيطًا نزيهًا. وكل ما يحدث ويقع ضد التواجد العسكري والمصالح الأمريكية يعود إلى الانحياز المطلق لجهة السياسات والممارسات الإسرائيلية، وليس فيما يخص ما يتفاعل في الشهور الأخيرة فحسب، بل طيلة عقود من الاحتلال والاستيطان والتوسع.

ومخطئة واشنطن تمامًا إن كانت تعتقد أنه بمثل هذه الاعتداءات ستستعيد هيبتها المتهاوية في المنطقة، فهي لا تراكم سوى الغضب والنقمة عليها، مثلما تراكم الغطرسة الإسرائيلية ذلك. إن الاستهتار بالشعوب وحقوقها وكرامتها وسيادتها ووجدانها والتعامل بها بلغة العصا لن يجعل أحدًا "يتأدّب"، بل سيدفع أكثر إلى المواجهة والمقاومة.

ويظلّ المخرج من هذا كله سياسي، ويقوم بالضرورة على الاحترام الكامل قولاً وفعلا لحقوق الشعوب وفي مقدمتها الشعب العربي الفلسطيني!