نتنياهو يدشن مرحلة شريعة الغاب بالعالم

2024-02-13

| محسن أبو رمضان

بدأ نتنياهو وحكومته الفاشية والمتطرفة عدوانها الواسع على قطاع غزة منذ حوالي خمسة أشهر، على خلفية يوم السابع من أكتوبر من العام الماضي.

رفع نتنياهو أهدافه للعدوان التي تتمثل "بالقضاء على حماس والمقاومة وتحرير الرهائن الإسرائيليين" لدي المقاومة وجعل قطاع غزة مكان غير مهدد لأمن" دولة الاحتلال.

بالرغم من الأهداف المعلنة والتي عملت على توحيد الشارع الصهيوني تحت قيادة نتنياهو الذي كان يواجه بمعارضة شديدة على خلفية برنامج حكومته الرامي للانقلاب علي القضاء، خرج نتنياهو من الإدراج المخططات الصهيونية ذات الطبيعة الاستراتيجية والمبنية على التطهير العرقي.

لقد كان القتل العشوائي واستهداف المدنيين بهدف إيقاع أكبر عدد ممكن من الضحايا من أجل كي الوعي والدفع باتجاه التهجير.

أحسنت دولة جنوب أفريقيا صنعا عندما اتهمت دولة الاحتلال بارتكاب إبادة جماعية بحق شعبنا في غزة أمام محكمة العدل الدولية. واخفقت المحكمة بمنحها دولة الاحتلال مدة شهر لاتخاذ تدابير تحد منها وترفع تقرير بخصوص ذلك لمدة شهر.

لقد شجع ذلك الى جانب الدعم الأمريكي اللامحدود بكافة الوسائل والتواطؤ الدولي لارتكاب مزيدا من الجرائم بحق شعبنا.

عندما يرى نتنياهو وأركان حكومته الفاشية أنه لا يوجد ضغوطات جدية تجاههم وان التقارير والتصريحات الصادرة عن المنظمات الدولية "الحيادية" ليست أكثر من ظاهرة صوتية غير مؤثرة وان الفيتو الأمريكي بالمرصاد لأي مقترح لوقف العدوان في مجلس الأمن، وان الخلافات مع الإدارة الأمريكية ليست أكثر من خلافات داخلية وذات طبيعة تكتيكية فقط بحيث لا تؤثر في مجرى ومسار مخطط العدوان، فهو سيستمر بالتأكيد في مخططة الاستراتيجي.

لقد كشف عدوان الاحتلال على غزة، عجز المجتمع الدولي وانهيار منظومة القانون الدولي بقدر ما كشفت أيضا طبيعة المشروع الاستعماري الصهيوني بوصفة مشروع احلالي مبني علي التطهير العرقي.

نتنياهو يريد استكمال نكبة عام 1948بنكبة جديدة هي نكبة غزة المستمرة.

إن استمرار  العدوان على غزة بما أوقعه من ضحايا، حيث أكثر من مئة ألف ما بين شهيد وجريح وتدمير البنية التحتية وجعل غزة مكان غير ملائم للعيش لدفع سكانه للهجرة، يؤكد ان هناك أهداف واسعة تقف وراء هذا العدوان.

بعد حوالي خمسة أشهر من العدوان نتنياهو يهدد بتنفيذ عملية واسعة في رفح التي يقطنها حوالي 1,3 مليون نسمة وقد اتخذ القرار بها، تعني أنه اسدل الستار على إنجازات البشرية ومنها  القانون الدولي ومنظومة حقوق الانسان، ودشن مرحلة جديدة عنوانها شريعة الغاب، الأمر الذي سيؤثر على كل مسار العلاقات الدولية حيث القانون بيد القوي والمحتل.

لن ينجح هذا التدشين بسبب استمرار صمود وكفاح شعبنا وتضامن أحرار العالم.