عضو المكتب السياسي لحزب الشعب فهمي شاهين لـوطن: لا معنى لمجابهة العدوان دون التوحد والسعي لثمن سياسي وفاءً لتضحيات الشعب الفلسطيني

2024-04-26

يواصل الاحتلال الإسرائيلي عدوانه الوحشي على قطاع غزة لليوم الـ202 على التوالي، مخلفاً حصيلة ثقيلة من الخسائر البشرية، حيث اقتربت حصيلة الشهداء من 35 ألف شهيد، إضافة إلى قرابة 77 ألف مصاب وجريح، يُضاف إلى ذلك تدمير البنية التحتية الحيوية في القطاع، وقتل عيون الحياة في غزة، وذلك في ظل فشل كل الجهود لوقف حرب الإبادة الجماعية بحق المدنيين في قطاع غزة.

وفي تعليقه على ذلك يقول عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني، فهمي شاهين: "لا معنى لمقاومة الاحتلال دون وحدة وطنية، ودون التوافق الوطني على قواسم مشتركة من شأنها أن تضع حداً للدم الفلسطيني النازف، ومجابهة الاحتلال وعدوانه الدموي المتواصل على شعبنا، وإفشال أهدافه السياسية الاجرامية".

بقاء المشهد السياسي الفلسطيني على ما هو عليه أمرٌ معيبٌ

ويؤكد شاهين في حديثه لموجة (غزة الصامدة.. غزة الأمل) وتبث عبر شبكة وطن الإعلامية، أن بقاء المشهد السياسي الفلسطيني على ما هو عليه من بؤس قاتل أمرٌ معيبٌ، ولا ينسجم مع صمود وتضحيات الشعب الفلسطيني، الذي يدفع ثمناً باهظاً من حياته ولحمه الحي منذ قرابة 200 يوم، لا سيّما في قطاع غزة.

ويضيف: "الأولوية اليوم هي وقف العدوان على شعبنا وإفشال أهدافه، وفي مقدمتها التطهير العرقي والتهجير القسري وغيرها، وليس من أجل إعتبارات أي طرف سياسي مهما كان حجمه وشأنه وشعاراته وبطولاته، وستبقى مهمة إنهاء الاحتلال كلياَ عن الأرض الفلسطينية، المهمة المركزية والاستراتيجية للنضال الوطني الفلسطيني".

التوافق الوطني الفلسطيني على ثوابت سياسية ما يزال ممكناً

ويقول شاهين، التوافق الوطني على ثوابت سياسية تشكل خطوط حمراء، لا يجب تجاوزها أو المساس بها من أي طرف فلسطيني، مهما كانت التباينات والذرائع، ما يزال ممكناَ، وذلك بما يقتضي حماية الشعب الفلسطيني ومصالحه العليا وتعزيز صموده على أرضه، أولاَ وخيراَ، أمام خطر تهجيره وتشريده وتصفية حقوقه وقضيته الوطنية.

ما هي آليات وأولويات العمل المُمكنة لتحقيق التوافق الوطني الفلسطيني؟

وحول آليات العمل المُمكنة لتحقيق التوافق الوطني الفلسطيني، على الثوابت الوطنية بمثابة خطوط حمراء وفقاً للحسابات الوطنية الفلسطينية يوضح شاهين عدداً من الأولويات:

أولاً: وحدة الموقف السياسي على طاولة أي مفاوضات وتسوية لإنهاء العدوان، وايجاد مرجعية تفاوضية وطنية واحدة لهذا الملف، بحيث يتحمل الكل الوطني عبء المفاوضات ونتائجها، مع إعطاء الأولوية لوقف العدوان وانسحاب قوات الاحتلال من قطاع غزة، وعودة النازحين دون قيود إلى أماكن سكناهم، وضمان تدفق المساعدات، مع الأخذ بعين الاعتبار الاحتياجات المتزايدة لسُكان القطاع بسبب استمرار كارثة النزوح، باعتبار ذلك المسألة الأكثر إلحاحاً في الوقت الراهن.

ثانياً: الاهتمام العاجل باحتياجات الأهالي في قطاع غزة، والعمل على تأمين احتياجاتهم ومتطلباتهم المعيشية، على أن يتم ذلك دون تمييز أو محسوبيات، وكذلك التصدي لجرائم تجار الحرب ووكلائهم من أي نوع كان، ووضع حد لكل مظاهر الفوضى والعربدة والتغول على حقوق وكرامة الناس، واستغلال أوضاعهم الراهنة الناتجة عن الحرب العدوانية وتداعياتها، والحفاظ على أمنهم وممتلكاتهم أو ما تبقى منها.

ثالثاً: وقف التفرد بالقرار السياسي من أي طرف كان تجاه كل القضايا المتعلقة بالتصدي للعدوان الحربي ووقفه، ومصير شعبنا وحمايته وتعزيز صموده وحقوقه ووحدته في كل مكان.

رابعاً: التمسك بالوحدة السياسية والجغرافية للأراضي الفلسطينية المحتلة -الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس- والولاية الفلسطينية عليها بصفتها أراضي الدولة الفلسطينية المنشودة، والرفض الموحد والحازم لكل مساعي المساس في ذلك.

خامساً: التمسك بالموقف السياسي المتمثل في أن أساس وجوهر الصراع وسبب المجابهة مع الاحتلال الإسرائيلي ومقاومته، هو استمراره في احتلال الأراضي الفلسطينية والتنكر لحقوق الشعب الفلسطيني، ويضيف: "لن ينتهي هذا الصراع وتهديد أمن واستقرار كل المنطقة، إلا بإنهاء الاحتلال كلياَ وتمكين الشعب الفلسطيني من ممارسة حقوقه كاملة".

سادساً: التخلي عن أوهام الحلول والرهانات السياسية، وخاصة تلك المعتمدة على مواقف الولايات المتحدة الامريكية الشريك الأساسي لدولة الاحتلال الإسرائيلي في حرب الابادة ضد الشعب الفلسطيني، وعلى حلفائها في المنطقة والعالم، وضرورة وقف العلاقات معها، وكذلك عدم الرهان على محاور اقليمية تقيس الأمور وفقاَ لحساباتها ومصالحها هي قبل كل شيء، وليس وفقاَ لمصالح شعبنا.

سابعاً: إنهاء مظاهر التعبير عن الانقسام والاختلاف على كل الصعد الفلسطينية والخارجية، على مستوى الخطاب ومستوى السلوك، وفي هذا الشأن، ما زال ممكناَ البناء على مخرجات لقاء موسكو الأخير بين الفصائل الفلسطينية، والاتفاق على استراتيجية وطنية موحدة من أجل مواجهة الضغوط والمؤامرات التي تحاك ضد القضية الفلسطينية.

ثامناً: استثمار الحشد العالمي المناصر للحقوق الفلسطينية، والعمل مع حلفاء شعبنا لتحويلة من ردود فعل انسانية على ما يتعرض له شعبنا من حرب ابادة، إلى ردود فعل وضغوط سياسية لانهاء الاحتلال وتمكين شعبنا من ممارسة حقوقه الوطنية.