مقابلة جريدة البعث السورية مع الامين عام لحزب الشعب

2008-06-02

ننشر فيما يلي وقائع اللقاء الذي اجرتة صحيفة البعث الدمشقية مع الامين العام لحزب الشعب النائب بسام الصالحي وتناول اخر التطورات الساسية على الساحة الفلسطينية .خلال ترأسة وفدا من حزب الشعب ضم عضوي اللجنة المركزية بسام زكي ومصطفى الهرش.

تتزامن زيارتكم مع الذكرى الستين للنكبة التي مرت قبل أيام، ما هي دلالات هذه الذكرى؟

الذكرى الستون للنكبة ذكرى أليمة بالنسبة للشعب الفلسطيني ولها دلالات صارخة في عدد من الجوانب، أولاً فيما يخص الشعب الفلسطيني الذي يؤكد على تمسكه بحقوقه وعودة أبنائه إلى ديارهم وأرضهم.. وأن المراهنة على نسيان النكبة والحقوق المرافقة لها، هي رهان خاسر فالمسألة ليست مرتبطة بجيل بل بحقوق الشعب الفلسطيني وأجياله المتتابعة .

الدلالة الأخرى لهذه المناسبة تمثل نوعاً من وصمة عار في جبين القوى الدولية الكبرى التي رضخت واستكانت لتملص إسرائيل ليس فقط بعدم تطبيقها القرارات الدولية، وإنما في محاولة إجهاضها بشكل كامل، وفرض وقائع جديدة تغير من هذه القرارات وخاصة القرارين الأساسيين الصادرين عن الأمم المتحدة، القرار181، وينص صراحة على قيام دولة فلسطينية وحتى الآن لم تقم هذه الدولة، ولم يكن هناك التزام جدي بتنفيذ هذا القرار، فقد قامت إسرائيل باحتلال نصف المساحة المحددة للدولة الفلسطينية تقريبا في عام 1948، وأكملت احتلال النصف الآخر تقريباً عام 1967. والقرار الآخر هو القرار 194 الذي تنكرت له إسرائيل، وتسعى الإدارة الأمريكية لشطبه من سجل القرارات الخاصة بالقضية الفلسطينية.

الدلالة الثالثة أن هذه الذكرى تأتي في ظل سعي أمريكي واضح لخفض سقف وتغيير مرجعية القرارات الدولية من قرارات واضحة إزاء الأرض المحتلة عام 1967، وحقوق عودة اللاجئين، لفرض مرجعية جديدة قائمة على تفاهمات أمريكية إسرائيلية، تضمنتها رسالة ضمانات من الرئيس بوش إلى شارون. هذه الضمانات التي أعاد تأكيدها بشكل وقح الرئيس بوش في العديد من اللقاءات وفي خطابه الأخير في الكنيست الإسرائيلي مؤخراً، ونحن نتفق مع وصف النائب العربي محمد بركة لما قاله بوش في الكنيست، بأنه بمثابة طلب انتساب إلى الحركة الصهيونية .
وهذا الخطاب أطلق رصاصة الرحمة على العملية التفاوضية المتعثرة أصلاً بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل.
وهذه الدلالات التي ذكرناها بشأن ذكرى النكبة تفرض بشكل مباشر وسريع على القوى الفلسطينية أن تنهي حالة الانقسام، وأن يجري توحيد حقيقي لقوى الشعب الفلسطيني المختلفة لمواجهة ليس فقط استمرار النكبة ولكن مخاطر نكبة جديدة تدبر للشعب الفلسطيني .

ما تقويمكم للمفاوضات الجارية بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل؟

برأيي أن المفاوضات الثنائية الفلسطينية ـ الإسرائيلية أثبتت خلال الوقت السابق من اتفاق أوسلو حتى الآن عدم نجاحها، وخاصة كونها تتم برعاية منفردة من قبل الولايات المتحدة الأمريكية، وأيضاً نحن نشهد عدم تحقيق تقدم حقيقي في المفاوضات بسبب استمرار العدوان والاحتلال وكذلك التعنت
الإسرائيلي في بحث القضايا الجوهرية، وأعتقد أنه لابد من ربط استئناف المفاوضات بتعليق الاستيطان والعمل لتوسيع نطاق الرعاية الدولية حتى تفضي المفاوضات إلى نتائج ملموسة .

ما تقويمكم لزيارة الرئيس بوش الأخيرة للمنطقة والتصريحات التي عبر عنها؟

إن زيارة الرئيس بوش وخطابه في الكنيست هو إعادة تأكيد واضحة بالتزامات أوسع من قبل الإدارة الأمريكية لصالح إسرائيل، وهذه الالتزامات ليست بالكلمات وإنما بالسلوك العملي.. تريد الإدارة الأمريكية أن تعزز الوضع الاقتصادي والأمني والسياسي لإسرائيل في المنطقة وتغطي الإجراءات والممارسات الإسرائيلية من خلال الشراكة الاستراتيجية الأمريكية الإسرائيلية التي تنظر إليها على أنها حجر الزاوية في علاقة الولايات المتحدة بالمنطقة ودولها.
وفي ضوء ذلك يريد الرئيس الأمريكي تغيير معادلة التوازن على أساس استقطاب يكون مركزه الولايات المتحدة وإسرائيل ويجتذب أطرافاً عربية فيما يسمى الجبهة ضد الإرهاب.
هذا السلوك خطر ومدمر، ونعتقد أن كل الدول العربية والقوى الفلسطينية مدعوة الآن لأن تكون في جبهة واحدة ضد عدوان إسرائيل وسياستها وضد سياسة الولايات المتحدة لتقسيم المنطقة .

ما تقويمكم للعلاقات بين حزبكم وحزب البعث العربي الاشتراكي؟

نحن مرتاحون لتطور العلاقات بين الحزبين ونعتقد أن لسورية دوراً أساسياً في قضايا المنطقة، وفي القضية الفلسطينية كوننا وإياها ضحايا العدوان والاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية وجزء من الأراضي السورية نحن نعول على تعزيز العمل المشترك من أجل تحرير أراضينا ومن أجل بناء موقف متمسك بمبادرة السلام العربية وأيضاً بالتعاون من أجل إنهاء الانقسام في الساحة الفلسطينية خاصةً أن لسورية دوراً كبيراً في ذلك من خلال موقع التوازن في علاقاتها مع مختلف القوى الفلسطينية وأيضاً تعزيز أواصر التعاون والأخوة بين حزب البعث العربي الاشتراكي وحزب الشعب ونلحظ بإيجابية تطور العلاقات بين سورية والسلطة الفلسطينية .