كلمة حزب الشعب الفلسطيني في مهرجان تكريم الطلبة التي اجتازوا امتحان الشهادة الثانوية العامة في الباذان

2008-08-26

الاخوة والاخوات مناصرو وأصدقاء ومؤيدو حزب الشعب الفلسطيني

أيتها الرفيقات الماجدات، أيها الرفاق الأشاوس

 

        في البداية اسمحوا لي باسم حزب الشعب الفلسطيني أن أرحب بكم، وأشكركم على تلبية الدعوة للمشاركة في هذا اللقاء الجماهيري والذي ينظمه الحزب وبتمويل كريم من أصدقائنا وحلفائنا الوطنيين في الاغاثة الزراعية، هذه المؤسسة الرائدة التي تعمل بجهد واخلاص لتخفيف المعاناة عن كاهل شعبنا الصامد، المؤمن بعدالة قضيته والمصمم بدعمكم وتأييدكم على انتزاع كافة حقوقه الوطنية في التحرر والاستقلال والعودة.

          هذا الاحتفال الرائع الذي نشهد، يُنظم لتكريم الرفيقات والرفاق الذين اجتازوا بنجاح امتحان الشهادة الثانوية العامة، المدخل الأساس للتحصيل العلمي العالي، وقبل تهنئة الناجحين يتوجب علينا جميعا تهنئة ذوي الطلبة وتقديم ا لشكر والعرفان لما قدموه من تهيئة الظروف الملائمة لأبنائهم كي يجتازوا هذا الامتحان المصيري، نعم واجبنا أن نهنئ الرفاق وذويهم ونتمنى لهم المزيد من النجاح في بناء مستقبلهم.

 

ضيوفنا الكرام، رفاقنا الأعزاء

          تعرفون جميعا أن الشعب الفلسطيني يعيش وضعاً صعباً ومعقداً بسبب انسداد الأفق على الصعيد السياسي جراء الرفض الاسرائيلي الاعتراف بالحقوق الوطنية الثابتة والمشروعة لشعبنا، والتهرب من استحقاقات السلام والمضي في فرض سياسة الأمر الواقع المتمثلة بالاستيطان وجدار الفصل العنصري واستمرار عمليات القتل اليومي والاجتياحات والتدمير المنهجي لاقتصادنا الوليد.

          ومما ساهم في زيادة التعقيدات في الوضع الفلسطيني استمرار حالة الانقسام وما خلفته من تمزق للنسيج المجتمعي الموحد للشعب الفلسطيني، وقد رافق تلك التعقيدات وما زال انتاج لثقافة الكراهية والاقصاء ورفض للآخر المختلف وتخوينه أو تكفيره، وانحراف بوصلة شعبنا عن اتجاهها الصحيح جراء ذلك بحيث أضحى الصراع الرئيسي من أجل الخلاص من الاحتلال صراعاً ثانوياً فيما أضحى الثانوي رئيسيا وهذا كله يهدد مسيرتنا النضالية بالضياع وبدون شك ان هذه الحالة المرعبة التي وصل اليها شعبنا والتي وصل فيها وضع الحريات العامة الى أسوأ مستوياته بدأت تطرح بشدة أسئلة مشروعة حول أين يسير شعبنا وما هو مستقبل المشروع الوطني في ظل استمرار واستفحال حالة الصراع الداخلي؟

          ان حزبنا العملاق  - حزب الشعب الفلسطيني – يضع في طليعة أولوياته النضالية العمل على حماية الجبهة الداخلية التي تصدعت بفعل الانقسام السياسي القائم وباتت تحتاج بشكل ملح الى اعادة ترميم من وعلى أساس مفاهيم ومعايير تنبذ منهج الحسم العسكري في القضايا الخلافية الداخلية وتعمل على تكريس ثقافة التسامح والاعتراف بالآخر واعتماد منهج الحوار كمنهج ثابت في ادارة الخلاف الداخلي بطريقة سلمية وعلى أساس تمتين السلم الأهلي المدني كبديل لنهج الحسم بالقوة الغاشمة أو الاستبداد ومصادرة الحريات والذي لا يصلح لادارة خلاف داخلي بطريقة حضارية أو دستورية.

          إن العمل على ترسيخ الوحدة الوطنية وحماية السلم الأهلي والنسيج الاجتماعي الموحد هي أمور لا بد منها من أجل تحقيق الأهداف الوطنية التحررية لشعبنا.

          ولما كانت قراءة حزبنا في أن التناقض الرئيسي لا زال مع الاحتلال الاسرائيلي فان الواجب يحتم تركيز الجهد الوطني وبكل امكانياته لمقاومته وبكل الوسائل المتاحة.

          وأنتم رفاقنا الاشاوس يتوجب عليكم اعطاء اهتمام كبير للفعل الثقافي في ضوء ثقافة الكراهية والتكفير والتخوين والاقصاء لأن هذه الآفات – في حال استمرارها – ستقود شعبنا الى حالة من الصراع الداخلي الدرامي وستعيد مجتمعنا الى مربع العشيرة والقبلية والجهة وكل الانتماءات البائدة.

          في الختام اسمحوا لي وباسم حزبكم الطليعي وهيئاته القيادية أن أتوجه بالشكر لرفاقكم في محافظة نابلس على الجهود المضنية التي بذلوها في التحضير لهذا الحفل والذي زاد حضوركم من روعته.

 

المجد لحزبنا والانتصار حتما لشعبنا