كلمة حنا عميرة أمام ورشة العمل التحضيرية لمؤتمر اللاجئين الفلسطينيين

2008-11-25

كلمة حنا عميره امام ورشة العمل التحضيرية
لمؤتمر اللاجئين الفلسطينيين

                        التاريخ: 24/11/2008            


الأخوات والأخوة
الحضور الكريم
أحييكم باسم اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية رئيساً واعضاءاً، ونتمنى لكم كل النجاح والتوفيق، في مناقشاتكم ومداولاتكم التي ستجرونها اليوم حول اوراق العمل المطروحة امامكم.
كما نتمنى ايضا كل النجاح والتوفيق للمؤتمر الوطني الرابع للاجئين الفلسطينيين (29/11/2008 )، وهو يوم صدور قرار التقسيم في العام 1947 والذي تحول بقرار من الامم المتحدة الى اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني.
ويشرفني ان نحيي في نفس الوقت اللجنة الوطنية العليا لاحياء ذكرى النكبة، ولجنة الدفاع عن حق العودة وحقوق اللاجئيين اللتان تقومان بجهود كبيرة وفي ظروف صعبة جداً دفاعا عن حقوق اللاجئين الفلسطينيين الفردية والجماعية غير القابلة للتصرف.
لا أحد يمكن ان يتصرف بقضية اللاجئين؛ ولا احد يستطيع ان يتصرف بهذه القضية.فقضية اللاجئين يجب أن تُحل وفقا للقرار الاممي 194، ووفقا للاعلان العالمي لحقوق الانسان، الذي ترتقي أحكامه لمستوى القانون الدولي.  
كلنا نعلم أن قضية اللاجئين تعتبر جوهر واساس القضية الفلسطينية، وبقيام منظمة التحرير الفلسطينية في العام 1964، جرى تجسيد هذا الحق وتحويل القضية الفلسطينية من قضية انسانية الى قضية وطنية سياسية.وتلا ذلك انطلاق الثورة الفلسطينية في العام 1965، وجاء عدوان حزيران عام 1967 واحتلال الضفة الغربية وقطاع غزة ليضيف مضمونا جديداً للقضية الفلسطينية وللمشروع الوطني الفلسطيني والذي بات يتمثل باستعادة الارض وحق العودة.
وفي السنوات اللاحقة ونتيجة لصمود ونضال شعبنا شهد المشروع الوطني الفلسطيني الذي تمثله منظمة التحرير الفلسطينية تطورين هامين شكلا قوة دفع جديدة لنضالنا من اجل حقنا في تقرير المصير. التطور الاول في العام 1974 وتبني البرنامج السياسي المرحلي والقاء الرئيس الراحل ياسر عرفات لخطاب غصن الزيتون امام الامم المتحدة.
في هذا السياق صدر القرار 3236 عن الجمعية العامة للامم المتحدة الذي قدم اول تفسير دولي واضح وشامل لحق العودة الوارد في القرار 194؛ حيث نص بشكل واضح على حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وحقه في الاستقلال والسيادة الوطنية وفي عودة اللاجئين وفي استعادة حقوقه بكافة الوسائل وفقا لميثاق الامم المتحدة. وفي هذه المرحلة اصبحت منظمة التحرير عضواً في الامم المتحدة بصفة مراقب، وحصل الاعتراف العربي والدولي بالمنظمة كممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني، هذا الشعار الذي انطلق من حواري وأزقة وبلدات وقرى ومخيمات ومدن الضفة الغربية وقطاع غزة واطلقته لاول مره الجبهة الوطنية الفلسطينية في ذلك الوقت.
التطور الثاني حصل في 15 تشرين ثاني عام 1988 باعلان الاستقلال ومبادرة السلام الفلسطينية وذلك استجابة لنداء الانتفاضة الشعبية الاولى في المناطق الفلسطينية، ونتج عن هذا الاعلان اعتراف 106 دول في العالم بدولة فلسطين.
لا أريد ان اطيل عليكم في سرد وقائع وتواريخ معروفة لكم جميعا، لكن وكما تعلمون فقد نجحت اسرائيل في احباط جميع المحاولات المبذولة للوصول الى حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية، فلا الاتفاقات طبقت ولا المفاوضات أثمرت ولا المقاومة العسكرية انتصرت، ذلك ليس لان شعبنا قد قصر او بخل في تقديم التضحيات، بل على العكس فقد قدم الكثير الكثير منها.
إن التضحيات التي قدمها شعبنا شهداء وجرحى ومعتقلين ومصابين ...الخ. طيلة السنوات الماضية تؤكد ان مخزونه النضالي لا ينضب، وان تمسكه باهدافه الوطنية لا يتزعزع. لكن هناك حقيقة ذات وجهين يجب الاقرار بها وهي أولا ان شعبنا وحده لا يستطيع تحقيق اهدافه، وجهها الثاني ان الاحتلال الاسرائيلي؛ قد فشل فشلا ذريعاً في املاء حل علينا بالقوة العسكرية وهذا هو المصدر الرئيسي لازمة هذا الاحتلال البغيض.
احتلال غاشم وقوة عسكرية وخلل في موازين القوى من جهة وعجز كامل في فرض حل احتلالي وكسر ارادة الشعب الفلسطيني من الجهة الثانية.
وبالمحصلة فقد نجح شعبنا بقيادة منظمة التحرير في تعزيز صموده على ارضه واكد قوته على الارض وحافط على هويته وكسب التعاطف العربي والدولي الكبير مع قضيته العادلة- وهذا انجاز كبير يجب عدم التقليل من اهميته خاصة وانه وأبقى حق العودة في صلب اهدافه.


الأخوات والأخوة
قد نكون الآن في اسوأ وضع بعد النكبة من حيث الانقسام الداخلي، وفرض الحصار الوحشي الظالم على اهلنا في قطاع غزة. لهذا نقول انه بدون وحدة الحركة الوطنية الفلسطينية لن نحقق شيئا- وبدون تفعيل وتطوير منظمة التحرير لن نحقق شيئا.
نحن بحاجة ماسة الى الحوار الوطني لانهاء الانقسام-ولا بديل عن الحوار الا الحوار-. نحن بحاجة الى عمل جاد ومنهجي من اجل تعزيز الصمود الوطني؛ وعلينا الشروع بنضال شعبي شامل من اجل وقف الاستيطان.
هذه هي مقدمات رئيسية لتحقيق اهدافنا ونيل حقوقنا.

الأخوات والأخوة
نتمنى لورشة عملكم النجاح كما نتمنى للمؤتمر الوطني الرابع للاجئين النجاح أيضا.



تحياتنا لكم والسلام عليكم.

حنا عميره           
عضو اللجنة التنقيذية ل.م.ت.ف       
عضو المكتب السياسي          
 لحزب الشعب الفلسطيني