الحملة الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان: الرد على جرائم المستوطنين يتطلب إنهاء الانقسام أولا

2008-12-06

في نشاط كفاحي للحملة الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان في بلدة برقة
الرد على جرائم المستوطنين يتطلب إنهاء الانقسام أولا 

برقة - نابلس - على خطى بلعين ونعلين والمعصرة تواصل بلدة برقة شق طريقها الكفاحي، لتصبح إحدى البؤر الملتهبة في وجه الاحتلال والاستيطان.. فللأسبوع الثالث على التوالي تقوم-- اللجنة الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان في محافظة نابلس-- بتنظيم فعاليات كفاحية في منطقة مستوطنة حومش، رافعة شعار ( لن نسمح لكابوس حومش بالعودة من جديد ).. فقد تجمع ومنذ ساعات الصباح الباكر حشد كبير من أهالي بلدة برقة، ومن نشطاء المقاومة الشعبية، لينفذوا ما كانوا قد اقروه في خططهم النضالية، حيث جهزوا العشرات من أشجار الزيتون التي قدمتها لهم مؤسسة الإغاثة الزراعية، وكذلك أدوات الحفر.. وانطلقوا بمسيرة مكونة من السيارات الخاصة والجرارات الزراعية، باتجاه إحدى التلال التي كان المستوطنون فيما مضى يمنعون أصحابها من فلاحتها-- بل ومارس المستوطنون سابقا ساديتهم وهمجيتهم ضد أشجارها، فقطعوا الأشجار واتلفوا آبار المياه ودمروا الطرق الزراعية.. وعندما وصل المتظاهرون إلى المكان المحدد- المقابل تماما لمستوطنة حومش ولا يبعد عنها الا بضع مئات من الأمتار- انتظم المتظاهرون بمسيرة ترفع اللافتات والأعلام الفلسطينية، ورددوا الشعارات الوطنية المعادية للاحتلال ولجرائم المستوطنين، والتي تؤكد تضامن كل الشعب الفلسطيني مع منطقة الخليل، ضد الحرب الشرسة التي أعلنها المستوطنون من هناك ضد شعبنا الفلسطيني، والتي وصلت نيرانها إلى كل المناطق بما فيها نابلس.. وبعد ذلك قام المتظاهرون بحراثة الأراضي بالتراكتورات، وحفروا الحفر لزراعة أشجار الزيتون.. هذا وقد تجمعت قوات كبيرة من جيش الاحتلال على الجهة المقابلة للتلة، وعلى مدخل المستوطنة، تحسبا من قيام المتظاهرون بالتوجه إلى المستوطنة، ومحاولة اقتحامها كما فعلوا سابقا.

وقد قال خالد منصور- منسق الحملة الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان في محافظة نابلس، و عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني أن زراعة أشجار الزيتون هو رد فلسطيني على ما قام به المستوطنون من حرق لكروم الزيتون في بلدة بورين وفي مناطق فلسطينية أخرى، كما أن هذه الفعالية هي رسالة تضامن لأهلنا في الخليل، وفي كل مناطق الصدام مع المستوطنين، وهي رسالة واضحة إلى القيادة الفلسطينية مفادها-- انه مع انشغال القيادة الفلسطينية في الخلافات الداخلية فان جماهير الشعب تنشغل في الدفاع عن الأرض وفي المعركة المقدسة ضد المستوطنين.. وأضاف منصور-- لو كان لدى القيادات الفلسطينية ذرة من حياء وخجل.. ولو كان لديها أدنى حد من الشعور بالمسئولية.. لسارعت فورا للتلاقي فيما بينها.. ولوضعت خلافاتها جانبا.. لتقف إلى جانب شعبها في الحرب التي أعلنها المستوطنون ضد الشعب الفلسطيني وأرضه.. ومع كل ذلك أكمل منصور أن الحملة الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان، وكل نشطاء المقاومة الشعبية، وجميع المخلصون لهدف الاستقلال من كافة التنظيمات، لن يقفوا مكتوفي الأيدي بانتظار قيام القيادات المنشغلة بالخلافات التي هي ابعد ما تكون عن المصلحة الوطنية العليا .. بل إن الفعل النضالي سيتواصل وان الجماهير الشعبية التي تتعرض لأخطر حملة وحرب استيطانية ستخرج للدفاع عن نفسها وعن أرضها، مسلحة بإيمانها بحقها في هذه الأرض ومزودة بخبرتها التاريخية.

أما ضرار أبو عمر- منسق الحملة الشعبية في قرى شمال غرب نابلس- فقد أكد أن الحملة وضعت لنفسها هدفا في هذه المنطقة، وهو عدم السماح بعودة المستوطنين إلى المنطقة، وكذلك إلغاء القرار العسكري بإغلاق المنطقة ومنع الفلسطينيين أصحاب الأراضي من الوصول إلى أملاكهم وإعادة فلاحتها وتعميرها.. وأضاف أن الكفاح الشعبي سيتواصل إلى حين تحقيق هذه الأهداف.. أما سامي دغلس-- احد نشطاء الحملة الشعبية فقد قال: إن جماهير برقة وعموم المنطقة ترسل اليوم رسالة واضحة بان الشعب الفلسطيني يرفض التعايش مع الاستيطان.. وان الكفاح الشعبي سيتواصل وسيتصاعد ليصبح سيلا جارفا يفشل مخططات المحتلين، ويكسر شوكة المستوطنين.. أما محمد مسعود- عضو اللجنة الشعبية- فقد أكد أن جماهير الشعب تختزن طاقة نضالية لا تنضب، وان الحركة ستتواصل وتنوع أشكال عملها- من العمل الصدامي إلى العمل التنموي المقاوم إلى العمل التعبوي التحريضي.