بيان في الذكرى السنوية الثامنة لاستشهاد رفيقتنا فاطمة أبو جيش

2009-01-08

في الذكرى السنوية الثامنة لاستشهاد رفيقتنا فاطمة أبو جيش
نجدد العهد على مواصلة الدرب، والإخلاص لنفس الفكر والمبادئ

نحييكم بتحية الشهداء الذين قدموا ولا زالوا يقدمون التضحيات الجسام على مذبح الحرية والاستقلال القادم لا محالة .
نحييكم بتحية غزة الأبية التي تخوض المعارك البطولية أمام عنجهية وجبروت الاحتلال الذي يعمل بكل الوسائل لكسر إرادة الصمود والتحدي عند شعبنا الطامح للحرية والاستقلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة الكاملة.
اليوم تصادف الذكرى السنوية الثامنة لاستشهاد الرفيقة المناضلة فاطمة أبو جيش شهيدة الحواجز العسكرية، في ظل الهجمة الشرسة التي يشنها الاحتلال النازي ومن خلفه حكومته الفاشية بدعم إمبريالي منقطع النظير على قطاعنا الحبيب.
كثيرا ما أكد حزبنا أن إضعاف التماسك الوطني الداخلي في هذه المرحلة بالتحديد، واتخاذ إجراءات لا تتماشى مع الوحدة الوطنية وتدعيم الجبهة الداخلية، من شأنها أن تنال من الروح المعنوية لشعبنا، وأن لا تساعد في حشد جميع الطاقات الشعبية لتعزيز الصمود ومواجهة العدوان العسكري الذي طال كل مقدرات الحياة في قطاعنا الصامد، كما نؤكد على ضرورة إنجاح الجهود المبذولة لتجنيد الضغط العربي والدولي لاحتواء هذا العدوان والتخفيف من آثاره على مجمل قضيتنا الوطنية.
كما تؤكد تجربتنا الطويلة مع هذا الاحتلال الاقتلاعي، بأن لا نهاية لمطالبه واشتراطاته الأمنية، وأن كل مطلب يجر وراءه المزيد، وما تناقض وتخبط القادة السياسيين والعسكريين في أروقة صنع القرار الإسرائيلي إلا دليل على صدقية رؤيتنا لهذه الطغمة الاحتلالية التي ستفشل أهدافها في العدوان على غزة، كما فشلت في لبنان، وسيخرج شعبنا من تحت الأنقاض أكثر قدرة وإصراراً على مواصلة المسير على نفس الدرب والإخلاص لنفس المبادئ والنهج الذي خطته فاطمة وغيرها من كوكبة الشهداء بدمائهم الزكية.
نلتقي اليوم لنؤدي واجب الاحترام لذكرى شهيدتنا البطلة، ولنعبر عن عميق تقديرنا لمسيرتها الكفاحية ، وعظيم اعتزازنا بتراثها النضالي، مجددين العهد بأن نواصل حمل الفكر والمبادئ والقيم والمثل التي آمنت بها وقادت خطاها على درب النضال الشاق والطويل.
هي لم تكن شهيدة عادية يمكن نسيانها ممن عرفوها، فبعنفوانها انتصرت على قاتلها وارتقت وهي مرفوعة الرأس غير أن عزاءنا الوحيد هو أن شعبنا قادر على إنجاب قادة جدد، جيلاً بعد جيل، حتى يستعيد شعبنا حقوقه ويقيم دولته المستقلة .
لن نطلب منكم الوقوف حداداً، فنحن إذا وقفنا سيكون الحداد على عصر طويل قادم، على العصر الذي سيمضي حتى يشب فيه رجال ونساء لهم شيم الذين رحلوا، وكرم وشرف ونبل وإنسانية الذين استشهدوا، ليعبدوا لنا طريق الحرية والظفر بإقامة وطن حر لشعبه السعيد، إلا أننا تعودنا على شعب لسان حاله دائماً يقول :

" راية جيل يمضي .. وهو يهز الجيل القادم .. قاومت .. فقاوم "

حزب الشعب الفلسطيني
7/1/2009