عمال العالم ينتفضون في عيدهم دفاعا عن حقوقهم..

2009-05-02

عمال العالم ينتفضون في عيدهم دفاعا عن حقوقهم..

تزامن يوم العمال الذي حل الجمعة مع أزمة اقتصادية عالمية طاحنة جعلت مئات الآلاف يفقدون وظائفهم في مختلف أنحاء العالم. ويقترن هذا اليوم غالبا بمظاهرات عمالية تؤكد مسيرة الكفاح الطويلة والمضنية التي خاضتها الطبقة العاملة للدفاع عن حقوقها التي قد تذهب بها رياح الازمة المالية العالمية.

وأدى الكساد الاقتصادي إلى عمليات تسريح واسعة للعمال في الاقتصادات المتقدمة وارتفاع حدة البطالة, حيث أكدت اليابان مثلا أن وتيرة البطالة ارتفعت بها إلى 4.8% بمعدل لم تشهده منذ 40 عاما, كما أعلن عمدة نيويورك في يوم العمال التخلي عن 3750 وظيفة حكومية إضافية خلال الأشهر المقبلة.

وشهدت عدة بلدان مسيرات حاشدة نظمتها النقابات العمالية احتجاجا على الأوضاع السيئة للعمال وسياسات التخلي وتخفيض الأجور التي تنتهجها الشركات للتقليص من نفقاتها جراء الأزمة المالية, حيث اصطدمت معظمها بالشرطة.

فرنسا
وفي فرنسا تظاهر 465 الف شخص حسب الشرطة و1,2 مليون حسب النقابة "سي جي تي".ونظمت الاتحادات العمالية الفرنسية خلال هذا اليوم حوالي 300 مسيرة للاحتجاج على البطالة المتزايدة وضعف القدرة الشرائية والفضائح المرتبطة بمكافآت ومرتبات مديري الشركات وإغلاق المصانع الذي أدى إلى سلسلة من حالات احتجاز عمال غاضبين لمديرين.
واتسمت التجمعات هذه السنة بطابع استثنائي لان النقابة بدت للمرة الاولى في تاريخها موحدة ضد سياسة الرئيس نيكولا ساركوزي بينما تعززت حركة الاحتجاج في فرنسا اكثر من اي بلد آخر في اوروبا.

وقفزت البطالة في فرنسا بمقدار 63400 أي حوالي 2.5 مليون شخص في مارس/آذار مع زيادة حادة في عدد الشبان الذين يبحثون عن عمل، وفقدت أكثر من 440 ألف وظيفة اختفت في فرنسا خلال العام الماضي مع انتشار التراجع الاقتصادي.

المانيا
وتظاهر حوالى نصف مليون شخص في المانيا حيث تسبب ناشطون يمينيون ويساريون متطرفون بمواجهات عنيفة كما يحدث عادة في الاول من ايار/مايو.وادت هذه المواجهات التي جرت في هامبورغ (شمال) ودورتموند (غرب) مرورا بالوم (جنوب غرب) وماينز (غرب) الى سقوط عدد من الجرحى حسب الشرطة ومئات الجرحى حسب وسائل الاعلام.

وفي برلين حيث اعتقل حوالى خمسين شخصا مساء الخميس بعد مشاجرات، جرت صدامات مساء الجمعة بين قوات الامن وناشطين يساريين متطرفين يوصفون بانهم "مستقلة" واعضاء في "الكتلة السوداء".

ويشهد عيد العمال في المانيا منذ عقود مواجهات عنيفة بين المتظاهرين والشرطة. لذلك نشرت السلطات الالمانية حوالى خمسة آلاف شرطي في برلين وحدها.وقال رئيس اتحاد نقابات العمال في المانيا ميكايل سومر ان "الازمة اخطر مما يتصور احد ونحن لا نرى النور في نهاية النفق".
وتواجه ألمانيا أسوأ ركود منذ الحرب العالمية الثانية ومن المتوقع أن ينكمش الاقتصاد بحوالي 6% في 2009، ويتوقع بعض الاقتصاديين أن يقترب عدد العاطلين من خمسة ملايين في 2010.

اليونان
وفي اليونان نظم الآلاف من العمال مسيرات حاشدة في يوم العمال واشتبكت الشرطة مع المتظاهرين حيث أطلقت الغاز المسيل للدموع, ولم تسفر الاشتباكات عن سقوط جرحى كما لم تقم الشرطة باعتقالات.

ودعت الجبهة النقابية الشيوعية الى تجمع تحت شعار "يجب على اصحاب السلطة الاثرياء دفع ثمن الازمة" بينما قام ملايين اليونانيين في الارياف بصنع اكاليل الورد لتزيين بيوتهم كما جرت العادة.

وتعاني اليونان من وضع اقتصادي صعب, كما شهدت تحركات احتجاجات عنيفة أواخر السنة الماضية.

تركيا
وفي تركيا، جرح حوالى خمسين شخصا بينهم 36 شرطيا في مواجهات بين متظاهرين ورجال الشرطة في اسطنبول وانقرة على هامش مسيرة الاول من ايار/مايو الذي اعلنته السلطات هذه السنة يوم عطلة مجددا.

واستمرت المواجهات عدة ساعات في اسطنبول حيث سمح للمتظاهرين للمرة الاولى منذ 32 عاما بالتجمع في اشهر ساحة في المدينة. وقد قام المتظاهرون برشق الشرطة بالحجارة والزجاجات الحارقة وحطموا وجهات مصارف ومحلات تجارية بينما لجأت الشرطة الى خراطيم المياه والغاز المسيل للدموع لتفريقهم.

وسجل اقتصاد تركيا تباطؤا حادا هذا العام وارتفعت البطالة إلى نسبة قياسية بلغت 15.5%، ويوجد تقريبا واحد من كل ثلاثة شبان بلا عمل وتخشى الحكومة من الاضطراب الاجتماعي وتزايد التوترات العرقية بسبب الأزمة الاقتصادية.

تايوان
وفي تايوان نزل نحو عشرة آلاف من أعضاء النقابات إلى شوارع العاصمة التايوانية تايبيه اليوم الجمعة احتجاجا على إخفاق الحكومة في كبح جماح البطالة المتزايدة في الجزيرة, حيث تصدت الشرطة لهم.
وأطلق المحتجون خلال الاحتفال بعيد العمال شعارات جاء فيها "لا بطالة أخرى, احموا حقوقنا في العمل"، وذلك في مسيرة بدأت من الميدان المقابل للمكتب الرئاسي إلى مبنى مجلس الوزراء.

.. ودول اخرى
وفي ايطاليا تجمعت النقابات الكبرى في لاكويلا تعبيرا عن التضامن مع ضحايا الزلزال الذي وقع مؤخرا في المنطقة واودى بحياة حوالى 300 شخص.
وتظاهر اكثر من عشرة آلاف شخص في مدريد وآلاف آخرون في اسبانيا بدعوة من اكبر نقابتين تحت شعار "في مواجهة الازمة: وظائف واستثمار عام وضمان اجتماعي".

وفي روسيا حيث جرت مسيرات في عدة دول، اعتقلت الشرطة حوالى مئة من مؤيدي اليمين المتطرف وناشطين معارضين لاستقبال المهاجرين كانوا يريدون التظاهر في سان بطرسبورغ.

وفي وارسو ردد المتظاهرون الذين تجمعوا امام مبنى البرلمان هتافات "حرية مساواة اشتراكية".

وفي فيينا، شارك حوالى مئة الف شخص في تجمع دعا اليه الاجتماعيون الديموقراطيون للمطالبة "بانصاف ضريبي" بينما جرح نحو عشرين شخصا في مواجهات بين الشرطة ومتظاهرين في لينز (شمال).

وفي صوفيا، وعد رئيس الوزراء البلغاري سيرغي ستانيشيف بان يساعد حزبه بلغاريا على تجاوز الازمة الاقتصادية.
وتظاهر 500 الف عامل في كوبا مطالبين برفع الحظر الاقتصادي الاميركي بينما اكد فيدل كاسترو في الصحف ان بلده "لن يستسلم ابدا".

وفي بوغوتا شهدت تظاهرة حالة من الفوضى تبادل رشق بالحجارة وتخريب محلات تجارية في وسط المدينة. وقد اصيب خمسة اشخاص بجرح طفيفة واعتقل 117 آخرون حسبما ذكرت الشرطة.

قد جرت تظاهرات ايضا في آسيا في طوكيو وسيول ومانيلا، وفي افريقيا في نواكشوط وواغادوغو لادانة غلاء الاسعار والمطالبة بخفض اسعار المنتجات الاساسية.

1/5/2009