7 قضايا رئيسية في خطاب أوباما للعالم الإسلامي من القاهرة

2009-06-04

7 قضايا رئيسية في خطاب أوباما للعالم الإسلامي من القاهرة:

للفلسطينيين الحق بدولة ..ولإسرائيل الحق بالوجود ..

القاهرة- تضمن خطاب الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، المنتظر الذي ألقاه في جامعة القاهرة بمصر، سبعة محاور رئيسية هي العنف والتطرف، والسلام بين إسرائيل والفلسطينيين والعرب، والمسؤولية المشتركة حيال السلاح النووي، والديمقراطية، وحرية الأديان، وحقوق المرأة، والتطور والفرص الاقتصادية.

وبدأ الرئيس الامريكي باراك اوباما  من القاهرة خطابه بتحية الاسلام ‘ السلام عليكم ‘ ، وبرر العداء التاريخي بين العالم الاسلامي والولايات المتحدة الامريكية ، لقوة العلاقة بينهما والموروث التاريخي ، وأن الوقت قد حان لتصويب الكثير من الاخطاء وبناء علاقة قوية مبنية على العلاقات الحميدة المتبادلة ، علاقات مرتكزها الاحترام والتقدير المتبادل ، وأن نفوت الفرصة على الذين يريدون يوترون العلاقات بين أمريكا والعالم الاسلامي.

واضاف اوباما  أنه جاء من اسرة تعرف ما معني الاسلام وأن كان نصرانيا ، فوالده حسين كان يعيش في بيئة مسلمة ، وتعلم الكثير من هذه البيئة ، وخاصة التسامح الديني والمساوة العرقية .

ودائما كان الاسلام له قصة مشرقة مع الولايات المتحدة الامريكية فأول دولة اعترفت بامريكا هي المغرب ، وكثير من المسلمين خدموا بإخلاص الولايات المتحدة وكان لهم دور بارز في الحضارة ، وهذا لا ننكره بل نحترمه اليوم ونقدره ، وأن الاسلام الصحيح مبني على البناء الحميد والتسامح ، وأنا كرئيس أمريكي اعمل على رفض الصور النمطية السيئة للاسلام ، ونحن ولدنا نتيجة ثورة وكافحنا داخل وخارج حدودنا وكرسنا انفسنا على مبدأ القوة بالاتحاد.

وبأسمي أنا باراك حسين اوباما انتخبت في الولايات المتحدة الامريكية ، وفزت بالرئاسة ، والسبع ملايين من المسلمين في امريكا يعيشون حياة كريمة وبمستوى معيشي جيد افضل من غيرهم ولسنا ضد الحجاب والالتزام الديني ، والاسلام جزء من الولايات المتحدة الامريكية .

وأضاف أن امل البشرية الاعتراف بالانسانية المشتركة ، ووالكلمات وحدها لا تلبي احتياجاتنا وندرك أن التحديات كبيرة تحتاج الى قوة مواجهة ، لتجاوزها ، وعندما نسعى الى مكافحة انفلونزا مثلا فإننا نحمي انفسنا وعندما نقف بوجه النووي في بلد ما نحمي انفسنا وعندما نرفض المجازر في دارفور نحمي انفسنا ايضاً.

وقال اوباما أي كان الماضي فعلينا أن نتخلص منه اذا كان يسيء الى علاقاتنا ، وعلينا أن نتجاوزه وهذا لا يعني أن لا نتجاهل بؤر التوتر ، بل علينا مواجهتها وأهم القضايا التي علينا مواجهتنا التطرف وقلت في تركيا أن امريكا ليست ضد الاسلام ، ولكن علينا مواجهة المتشددين والمتطرفين ومن واجبي حماية الشعب الامريكي ، وما يجري في الباكستان يدلل على كلامي ، كما قال اوباما .

واضاف ، القاعدة قتلت 3000 شخص في امريكا وهؤلاء لم يفعلوا أي شيء لينالوا هذا المصير ، وتستمر القاعدة بطرق مختلفة لتكرارا ما فعلت ، ونحن لا نريد ابقاء جنودنا في افغانستان ولا نرغب بإبقاء أي قاعدة عسكرية لنا في افغانستان اذا ما تأكدنا أن ذلك لن يجر على بلادنا الخطر ، ورغم الكلفة الكبيرة فلن يلين لنا عزم بمكافحة المتشددين ، والاسلام رفض القتل من غير حق كما قال القرأن الكريم ، وأن من أحيا النفس كما أنه أحيا الناس جميعاً ، أن الدين الحنيف الذي يعتنقه مليار ونصف هو أكبر بكثير من المتشددين والمتطرفين .

وعن العراق قال اوباما ، بعد صدام حسين يمكن أن يكون الحل الدبلوماسي افضل لأمريكا مع العراق وعلينا مسئولية لصياغة رؤية وأوضحت للشعب الامريكي أننا لا نطمع بالعراق وعلي العراقيين حكم أنفسهم بأنفسهم ونحن نعمل لسحب جنودنا كلهم حتى عام 1012 من العراق ولن نقبل أي عنف من المتطرفين فأحداث سنتمبر كانت صدمة كبيرة لنا ومخالفة لقيمنا واخلاقياتنا ، وقد حرمت اساليب التعذيب وامرت بأغلاق سجن كونتانامو بحلول العام المقبل .

وبخصوص فلسطين ، قال ان علاقتنا قوية مع اسرائيل وهذا الرابط غير قابل للكسر والانكسار ، ونحن لا ننكر لليهود حق في اقامة الوطن القومي لهم واليهود تعرضوا لكثير من المجازر عبر التاريخ ، وانكار هذا الحق يتسم بالجهل والتطرف وهو خطأ فادح ، ومن طرف أخر لاننكر أن الشعب الفلسطيني عانى الكثير ايضا ويستحق وطنا قوميا له ، وتحملوا الاهانات اليومية ، والوضع الذي يعيشه الشعب الفلسطيني شعب صعب للغاية ، وعلى مر عقود كان هناك مأزق وشعبان بحقوق مشروعة ومن الصعب إدانة طرف دون الأخر وعلى الطرفين العيش بأمن وسلام ، وإقامة دولتين هو خير لإسرائيل وفلسطين ولأمريكا ، وحتى يأتي السلام علينا أن نرتقي لمستوى المسئولية وعلى الفلسطينيين أن يتخلوا عن العنف ، فالسود عانوا في امريكا كثيرا من التمييز العنصري ولم يكن العنف هو الوسيلة التي اعطتهم حقوقهم ، وليس من المعقول اطلاق الصواريخ على اناس نائمين ومدنيين .

وحماس لديها دعم عند بعض الفلسطينيين ولكن يجب عليها أن تضع حدا للعنف وأن تعترف بحق اسرائيل بالوجود ، وعلى السلطة أن تقوى لتلبية متطلبات شعبها ، وعلى اسرائيل أن تعترف بحق اسرائيل بالوجود ، وأن توقف الاستيطان .

وقال أن حصار غزة مرفوض ويجب رفعه حتى لا تتسع رقعة التطرف ويكون ذلك ضد اسرائيل ن وعلى العرب مساعدة الفلسطينيين لإقامة دولتهم ن وامريكا ستضع خططا مع الذين يسعون للسلام ، ونحن لا نستطيع أن نملي السلام ولكن الحاجة موجودة لإقامة دولة فلسطينية ، بعد الدماء الكثيرة التي سفكت في اوساط الفلسطينين والاسرائيليين والقدس لأديان الثلاثة ولأبناء ابراهيم ، كما هي قصة الاسراء عندما صلى الانبياء محمد وموسى وابراهيم بالقدس .

وبالملف الايراني  قال أن تاريخ امريكا مع ايران صعب ودامي ، ولكن لن نقف عند تلك المرحلة ، وعلى ايران أن تتجاوز تلك المرحلة بشجاعة ، وعلينا الكثير فعله بالبحث والتفاهم ، وبخصوص النووي نرفضه من بوابة السباق التسلح ، ونجدد تمسك امريكا بأزالة الاسلحة الامريكية وأي بلد بما فيها ايران لها الحق بإمتلاك السلاح التكنولوجيا النووية السلمية وفق ضوابط دولية .

وفي ملف الديمقراطية قال اوباما ، لا يمكن لنظام حكم أن يفرض نفسه على دولة أخرى ولكن للحكومات أن تعطي شعوبها الحق بالتعبير عن نفسها ، لأن كل الشعوب تتطلع أن تكون لهم مشاركة وشفافية وعلى الحكومات أن تضع شعوبها في كيفية حكمهم ، ولا يوجد هناك خط مستقيم لتنفيذ هذه الوعود ، وقمع الافكار لا يجدي بل يسبب الكثير من التوتر في المناطق ، والبعض يدافع عن الديمقراطية عندما يكون خارج سدة الحكم وعندما يصل للحكم يقمعها ن وعليكم أن تحافظوا على حكمكم بالتسامح والتصالح واحترام الاقليات ، والعمل السياسي المبني على المصالح الكبرى بدل مصالح الاحزاب.

والاسلام لديه تاريخ حافل بالتسامح ، ورأيت ذلك وأنا طفل في اندونيسيا ، وشواهد كثيرة تدل على ذلك منها الاندلس ، ولكن بعض المسلمين يحرفون مفاهيم الاسلام من خلال رفض دين الآخر ، والخلافات بين السنة والشيعة أدت الى سفك الدماء الكثيرة ، وأنا ملتزم مع المسلمين في امريكا أن يؤدوا حق الزكاة ، وللمرأة المسلمة الحق بارتداء زيها ن والاديان يجب أن تقرب بيننا ، ونرحب بالحوار الديني ومبادرة الملك عبدالله وحوار الحضارات التي طرحتها تركيا.

وقال في حقوق المرأة ، هناك الجدل الصحي ، فللمرأة الحق بالتعليم وبناتنا يمكنهن المساهمة في بناء المجتمعات ، أن رخاءنا المشترك يمكن أن يستمر ويتطور بمشاركة المرأة ، وأنا احترم المرأة التي تختار حياتها بأي صيغة تريدها ، ولكن على أن يكون ذلك بقناعة منها.

وتطرق اوباما الى الوضع الاقتصادي العالمي واستعرض برامج يريد الاتفاق عليها مع جهات عدة لتحقيق التنمية ، وتجاوز الأزمة المالية ،  وسنؤسس صندوق تعاون مع العالم الاسلامي ، وأن يكون النووي للاستخدامات السلمية وهذا يتحقق بالمشاركة الصادقة ، وربما البعض يشكك بامكانياتنا تجاوز التصادم ، ولكننا سنسعى الى كسر الماضي السيء وتجاوزه .

وانهى اوباما خطابه وسط تصفيق حار من الحاضرين  بكلمتين هما شكرا لكم .. والسلام عليكم .

4/6/2009