الرفيق نضال أبوحشيش... وداعاً

2009-08-16

الرفيق نضال أبوحشيش... وداعاً

رفيقنا نضال
فارقتنا بصورة مفاجئة وغير متوقعة، ومن مفارقات القدر أن يكون اليوم ذكرى الأربعين لرحيلك. فها نحن اليوم نقف ممثلين بكافة قيادة وكوادر ورفاق ومناصري حزب الشعب الفلسطيني في الوطن وفي المهجر، لنقول لك وداعاً يا نضال، وداعاً يا رفيقنا العزيز، وداعاً أيها الأخ والصديق، وداعاً أيها المناضل وداعاً يا من قضيت حياتاً غنية بالنضال ومليئة بالبذل والعطاء، قائداً شيوعياً ومناضلاً وطنياً كرست طاقاتك ومواهبك لخدمه شعبك ووطنك، وداعاً يا من غاب عنا بجسده، وبقي معنا بروحه وعنفوانه وصلابته.

الأخوات الإخوة... الرفيقات والرفاق...الحضور الكريم
لقد التحق رفيقنا نضال في صفوف الحزب الشيوعي الفلسطيني شابا يافعاً عام 1988، كما شارك في فعاليات الانتفاضة الأولى مع رفاقه الأشبال للتصدي لجنود الاحتلال فكان من أوائل قيادة طلائع الشبيبة الشيوعية في منظمة الحزب في بيت ساحور وانتخب في قيادة منظمة بيت ساحور عدة مرات وكان عضواً في قيادة الكتلة العمالية وفي مجلس محافظة بيت لحم.

رحلت ونحن اليوم نقف في وقت يعيش فيه شعبنا وقضيتنا الوطنية اخطر مراحلها جراء الانقسام الذي الحق بها الأذى في حين لم يستطع فيه العدو المتكبر المجرم عبر سنوات طويلة من العدوان المستمر أن يُلحق من الأذى بالقضية الفلسطينية ما ألحقناه نحن الفلسطينيون أنفسنا بقضيتنا في شهور قليلة، فوضعنا الفلسطيني الداخلي أشبه   بـ ''البوصلة المفقودة والشرعيات المنقوصة''، بسبب ''استمرار الانقسام وتكريسه بين حركتي ''فتح'' و''حماس'' وحكومتي رام الله وغزة، الذي لم يكن مجرد صراع على السلطة، وإنما انعكاس لخلاف سياسي عميق، في وقت تواجه فيه القضية تحديات ومخاطر ربما هي الأخطر في تاريخها الطويل وتفرض بشكل رئيسي التعالي على الجراح والارتقاء لمستوى المسؤولية الوطنية من اجل توحيد الصف الفلسطيني وإعادة اللحمة للوحدة الوطنية

الفلسطينية والتوجه نحو خيار المقاومة المشروعة كخيار صحيح للشعب الفلسطيني أمام مواصلة الاحتلال الإسرائيلية همجيته وخصوصاً بتطبيق سياسته الهادفة لتهويد مدينة القدس بوتيرة متسارعة خلال عام2008، وبخاصة في البلدة القديمة، مع استمرار وتيرة الحفريات تحت المسجد الأقصى، التي تسببت طوال الأعوام الماضية، وما زالت، بانهيارات وتشققات لمباني البلدة القديمة، تزامناً مع سياسة ''التطهير العرقي'' ضد أهالي المدينة المقدسة كما استمرت سلطات الاحتلال في بناء جدار الفصل العنصري والتوسع الاستيطاني، كما استمر نهب ''إسرائيل'' لمياه الضفة الغربية واستغلالها في تطوير مستوطناتها، في ظل توقعات بأن يعاني أكثر من 400 ألف فلسطيني، نقصا في المياه خلال الأعوام الخمسة المقبلة، بنحو 80 مليون متر مكعب في الماء المشروب، و20 مليون في الزراعة، و30 مليون في السياحة والصناعة، وأن يصل العجز المائي عام 2010 نحو 280 مليون متر مكعب، وهو ما يشير إلى أزمة مائية حقيقية تنتظر الفلسطينيين في الضفة والقطاع•

مما يتطلب فورا:-
1.العمل على إنهاء الانقسام الفلسطيني.
2.الارتقاء إلى مستوى المسؤولية الوطنية.
3.التوقف كلياً عن تجزئة وتقسيم شعبنا إلى مقاوم ومساوم.
4.الالتفاف حول منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني.
5.العودة عن سياسة المحاور الإقليمية والدولية وعدم السماح لها بالتلاعب أو التدخل في الشأن الفلسطيني برغم حاجتنا إلى دعمها وإسنادها لنضالنا العادل.
6.وقف الاعتقالات السياسية ووضع حد للانتهاكات المتواصلة لحقوق الإنسان الفلسطيني، وضرورة احترام القانون والقضاء والتصدي لكافة مظاهر الاعتداء على الحريات العامة والخاصة.
كما نطالب الحركتين بالإفراج عن كل المعتقلين في الضفة وغزة وتبييض كل السجون لان بقائهم يشكل معيقاً أساسياً للتوصل لاتفاق داخلي.


عائلة الرفيق المناضل نضال أبو حشيش، أهالي مدينة بيت ساحور، الحضور الكريم
نقف هنا اليوم لنشاطركم ونشاطر أنفسنا بمصابكم ومصابنا على رحيله، وإننا في حزب الشعب الفلسطيني، نعاهدك على الوفاء لقيم وأهداف التحرر الوطني والديمقراطية والاشتراكية والعدالة الاجتماعية التي آمن وناضل من اجلها الفقيد. فلا تخف لأن ذكراك ستبقى حيةً في قلوب رفاق دربك وحزبك
فيا أيها الرفيق... يا من يفتقدك شعبك وحزبك وأهلك ورفاق مسيرتك وكل من عرفك لك الرحمة ولك المجد ولأهلك ولرفاقك العزاء. يا نضال... يا أيها الغالي وداعاً.

خضــر كمــال
سكرتير محافظة بيت لحم
عضو اللجنة المركزية
حزب الشعب الفلسطيني

15/8/2009