أحداث رفح: دماء في نهاية النفق!!! - بقلم: وليــد العــوض

2009-08-17

وليــد العــوض
عضو المكتب السياسي
حزب الشعب الفلسطيني

أحداث رفح: دماء في نهاية النفق!!!

مؤسفة هي الأحداث التي شهدتها محافظة رفح طيلة يوم الجمعة الماضي وأسفرت عن مقتل 28 مواطنا وإصابة ما يزيد عن المائة، هذا العدد الكبير من الضحايا يضع تلك الأحداث في مصاف المذبحة بكل ما تحمله الكلمة معنى.

ملابسات هذه المذبحة لم تعد خافية على احد، ففي ظل صراع السيطرة مساجد غزة تبرز مجموعة إسلامية متطرفة تدعى جند أنصار الله أعلن زعيمها في خطبة الجمعة عن إقامة الإمارة الإسلامية في رفح كما أعلن ولائه لتنظيم القاعدة، هذا الأمر استفز بدون شك الحكومة المقالة في غزة التي اعتبرت نفسها في أوقات سابقة هي الحكومة الإسلامية دون منافس هذا من ناحية ومن ناحية أخرى فإن الحكومة المقالة هذه لا تستطيع أن تتحمل وجود مجموعة أو تنظيم يعلن جهارا نهارا ولائه للقاعدة فكيف لها أن تقبل وجود إمارة إسلامية تعلن مثل هذا  الولاء الأمر الذي كان سيقود بدون شك لزيادة الضغط عليها ويضعها في خانة حاضنة لتنظيم القاعدة تحت هذا المبرر، لذلك سارعت المقالة لحشد كل قواها واستخدمت كعادتها القوة المفرطة في قمع هذه الحالة والقضاء عليها بالشكل الذي كان ولم تأبه بالعدد الكبير للضحايا والجرحى وحالة الرعب التي أصابت المواطنين.

السؤال المطروح الآن في ذهن كل مواطن كيف نشأت حالة جند أنصار الله هذه؟ وما المناخ الذي ساعد على نشوءها والعديد غيرها؟، أنا اعتقد دون تردد أن المواطن الفلسطيني ليس بحاجة لجهد خارق ليكتشف أن المناخ الذي أوجدته حماس منذ سيطرتها على قطاع غزة بالقوة المسلحة وما رافق ذلك من تخوين وتكفير كان العامل الأبرز في ذلك وكان من الطبيعي في ظل هذه الأجواء بروز مثل هذه  الحالات سواء أفراد أو مجموعات وليس غريبا أن يكون عدد من هؤلاء الأفراد ممن خرجوا من صفوف حماس نفسها، المراقب في قطاع غزة يلاحظ أن حالة جند أنصار الله ليست نبتة بعلية كما يقال بل لها امتداداتها ومثيلاتها في أرجاء مختلفة من القطاع وما من شك فإن ذوي الضحايا يمكن أن يكونوا العناصر الأكثر تعاطفا مع هذه الحالة انطلاقا من أكثر من وازع، الأمر الذي يثير مخاوف عدة أهمها القلق من انفجار دائرة الانتقام والدخول في دوامة دموية متجددة لا يعرف احد إلى أين يمكن أن تنتهي خاصة في ظل احتدام الصراع بين المجموعات الدينية تارة على المساجد وأخرى على النفوذ بين هذه الحارة أو تلك، إن واقع التناحر يؤكد كم هو مظلم نفق الانقسام الامر الذي يدفع  المواطن مجددا لأن يضع يده على قلبه لأنه اعتاد مما يراه ويسمعه عن الطريقة الدموية التي تحسم فيه هذه المجموعات خلافاتها وأمام ذلك كلنا نرفع أيدينا للسماء بالدعوة بأن يجنب القطاع وأهله مزيدا من الهزات والمآسي.

16/8/2009