سؤال وجواب .. عواقب مسعى الفلسطينيين في الامم المتحدة

2011-09-17

سؤال وجواب .. عواقب مسعى الفلسطينيين في الامم المتحدة

رام الله – رويترز - قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس يوم الجمعة انه سيطلب الاعتراف بدولة فلسطينية كاملة العضوية في الامم المتحدة عندما يتوجه الى الجمعية العامة للمنظمة الدولية هذا الاسبوع متحديا المعارضة الشديدة من اسرائيل والولايات المتحدة.

وفيما يلي بعض الاسباب وراء هذه المحاولة وكذلك بعض عواقبها المحتملة.

* لماذا يريد الفلسطينيون الذهاب للامم المتحدة؟
-يقول عباس ان 20 عاما من محادثات السلام التي تقودها الولايات المتحدة وصلت الى طريق مسدود ويريد تصويتا في الامم المتحدة ليخلع على الفلسطينيين عباءة الدولة التي يحلمون بها. غير انه يعترف بأنه لا تزال هناك حاجة لمفاوضات مع اسرائيل من اجل انشاء دولة تؤدي مهامها بشكل صحيح.

وفي تبريرهم لهذه الخطوة يشير الفلسطينيون الى نجاح خطة مدتها عامان بدعم من الغرب لبناء مؤسسات استعدادا لاقامة الدولة والتي قالوا انها انتهت الان.

* الفلسطينيون يريدون الاعتراف بحدود 1967. لماذا؟
- تقول السلطة الفلسطينية ان وضع دولتها بصورة نهائية في سياق الاراضي التي استولت عليها اسرائيل في حرب 1967 لا يزال يوفر شروطا واضحة للمرجعية ويعني ان اسرائيل لن يصبح بمقدورها وصف الاراضي "بالمتنازع عليها" بل سيوضح انها محتلة. وتخشى اسرائيل ان يمكن ذلك الفلسطينيين من بدء اجراءات قضائية أمام المحكمة الجنائية الدولية ضد نحو 500 الف اسرائيلي يعيشون في القدس الشرقية والضفة الغربية.

* كيف تعترف الامم المتحدة بالاعضاء الجدد؟
- عادة ما تقدم الدول الساعية للانضمام للامم المتحدة طلبا للامين العام الذي يرفعه الى مجلس الامن ليقيمه ويصوت عليه. واذا وافق المجلس المكون من 15 دولة على طلب العضوية فانه يرفعه بدوره الى الجمعية العامة لاقراره. ويحتاج الطلب لاغلبية الثلثين او 129 صوتا من اجل اقراره.

ولا تستطيع دولة الانضمام الى الامم المتحدة الا اذا وافق مجلس الامن والجمعية العامة على طلبها.

* هل بوسع الفلسطينيين الانضمام للامم المتحدة؟
- نظريا نعم. لكن واشنطن اوضحت انها ستستخدم حق النقض (الفيتو) ضد طلب من هذا القبيل وهو ما يعني انه ليس امامه من فرصة للنجاح. وحتى اذا حصل الفلسطينيون على اغلبية الثلثين في الجمعية العامة فلا سبيل للالتفاف على الحاجة لموافقة مسبقة من مجلس الامن.

* هل يمثل وضع "الدولة غير العضو" خيارا؟
- بالاضافة الى التقدم بطلب العضوية الكاملة بالامم المتحدة يستطيع الفلسطينيون ايضا تحسين وضعهم كمراقب الى دولة غير عضو وهو وضع الفاتيكان حاليا. ويقول مبعوثو الامم المتحدة ان مثل هذا الوضع يمكن ان يفسر كاعتراف ضمني من الامم المتحدة بالدولة الفلسطينية لان الجمعية العامة ستعترف بسيطرة الفلسطينيين على دولة فعلية.
ومن مميزات هذا الخيار هو انه يتطلب اغلبية بسيطة في الجمعية العامة التي تضم 193 دولة لا اغلبية الثلثين. وقال عباس يوم الجمعة ان اكثر من 126 دولة تعترف بالفعل بدولة فلسطين وهو ما يعني احتمال فوزها بسهولة بهذا التصويت.

* ما هي مزايا ذلك؟
- بجانب منحهم لقب "دولة" المهم يقول دبلوماسيون انه قد يمكن الفلسطينيين من الانضمام الى المحكمة الجنائية الدولية حيث يمكنهم رفع دعاوى قضائية ضد اسرائيل بسبب حصارها الجزئي لغزة او المستوطنات.

* هل هناك اي عيوب بالنسبة للفلسطينيين؟
- هناك اخطار محتملة. فعلى سبيل المثال يمكن لاسرائيل ان تقاضي الفلسطينيين امام المحكمة الجنائية الدولية بسبب الصواريخ التي اطلقوها على غزة التي تديرها حركة حماس.

ويحذر بعض المنتقدين من العواقب القانونية على الفلسطينيين انفسهم وقالوا ان هذه الخطوة قد تعرض حقوق اللاجئين في الشتات للخطر وكذلك وضع منظمة التحرير الفلسطينية. ويرفض اخرون بعض هذه الاقاويل.

وكذلك لن يغير تصويت الامم المتحدة من الاوضاع على الارض في الاراضي الفلسطينية وهي حقيقة قد تزيد من اضعاف موقف القيادة الفلسطينية عندما تهدأ الامور. ويحذر بعض الاسرائيليين من ان فشل المسعى الفلسطيني قد يغذي العنف المناهض للاسرائيل بل ربما يطلق شرارة انتفاضة جديدة. ويرفض مسؤولو السلطة الفلسطينية هذا الاحتمال.

* هل تستطيع اسرائيل او واشنطن معاقبة السلطة الفلسطينية؟
- يشير مسؤولون اسرائيليون الى سلسلة من الاجراءات المحتملة منها الحد من تصاريح السفر للقادة الفلسطينيين الذين يريدون الخروج من الضفة الغربية ووقف نقل عائدات الضرائب المهمة للفلسطينيين بل ضم التكتلات الاستيطانية في الضفة الغربية لمحاولة تجنب تحرك قضائي في المحكمة الجنائية الدولية.

ويحذر بعض المسؤولين الامريكيين من انهم قد يخفضوا من مساعداتهم السنوية للسلطة الفلسطينية التي تبلغ نحو 450 مليون دولار. ولا يزال من غير الواضح تماما ما اذا كانوا سينفذون هذه التهديدات. ومن شأن حرمان السلطة الفلسطينية من الاموال ان يسرع على سبيل المثال بانهيارها المالي وهو ما قد يؤدي الى عدم الاستقرار. ويجادل بعض القادة الفلسطينيين من انه في حالة الافلاس يجب على السلطة الفلسطينية تسليم مفاتيح المدن الكبرى في الضفة الغربية لاسرائيل وابلاغها بأن تدفع ثمن احتلالها الراهن.

17/9/2011