غزة المحاصرة ونكث التعهدات

2016-08-30

 

غزة المحاصرة ونكث التعهدات

الاتحاد الحيفاوية

مرت هذه الأيام سنتان على وقف عدوان الاحتلال الوحشي الاسرائيلي على قطاع غزة المحاصر، والذي وصل ذروة دموية جديدة من حيث عدد ضحاياه والمنشآت والمساحات الحضَرية والزراعية والمفتوحة التي دمرها وخرّبها.

ووسط، وبفعل، مجموعة من الظروف السياسية الداخلية والخارجية السيئة بل الكارثية، لا يزال عدد هائل من أهل القطاع تحت خط آثار العدوان.. بمن فيهم عشرات الألوف بلا بيت ثابت بعد ان دمرت آلة الحرب المجرمة الاسرائيلية بيوتهم بشتى أشكال القصف الجوي والبري الهمجي.

تتألف تلك الظروف من "مشاريع" سفك الدماء والتدمير التي تضرب المنطقة مع انفلات عصابات التكفير والارهاب التي تفشّت وتعزّزت من بين الركام الذي سبّبته وتركته الحروب العدوانية الأمريكية القاتلة في افغانستان والعراق، خصوصًا، ثم الرهان الامبريالي-الرجعي على استخدم قاذورات الارهاب/مخلّفات "ديمقراطية واشنطن"، لغرض تدمير كل من لا يقول "حاضر سيدي!" للكاوبوي.. وهو ما تم بدعم ضخم بالعتاد والمال والسلاح  للارهابيين، قدمته عروش الذل والنهب والتخلف والعمالة في معظم عواصم الخليج، إما مباشرة او تحت مسميات ووكالات متنوعة.

وهنا، يأتي الرهان الاسرائيلي الرسمي على طيّ صفحة الحقوق الفلسطينية، بذريعة أن القضية الفلسطينية ليست الأمر الملحّ الآن، بل الحروب والصدامات الدموية الداخلية العربية.. وهكذا ساهم، معًا، التكفيريون وعروش الذل والامبريالية الامريكية في مساعدة الاحتلال الاسرائيلي على مواصلة حصار غزة.
ولا يمكن إلا التطرّق بنقد وغضب بل وبإدانة لحالة الانقسام الفلسطيني المستمرة المعيبة، وسط استعسار مطلق لفهم أو تفهّم كيف لم ولا تسارع قوى فلسطينية تدعي السيادة والريادة الى وضع كل الخلافات والنقاشات والصغائر جانبًا، أمام هول ما تعرض له القطاع الفلسطيني المعاصر، وتواصُل المماطلة المثيرة للاشمئزاز في توفير ما تم التعهّد به من موارد لإزالة آثار العدوان الدموي..؟!