إميل حبيبي: الثقة بالشعب والدعوة إلى الاعتماد عليه | د. ماهر الشريف

2021-05-09

إميل حبيبي: الثقة بالشعب والدعوة إلى الاعتماد عليه

| د. ماهر الشريف

خلافًا للأحزاب السياسية العربية التي شكّلها في ثلاثينيات القرن العشرين في فلسطين أبناء عائلات الوجهاء، تشكّلت عصبة التحرر الوطني في مطلع سنة 1944 على أيدي عدد من المثقفين والعمال، وتمايزت عن هذه الأحزاب بتأكيدها ضرورة توسيع القاعدة الاجتماعية للحركة الوطنية العربية، بصفتها حركة الشعب بأسره، وتمكين الفئات الشعبية من الانخراط بنشاط في صفوفها، والمشاركة في قيادتها، والعمل على ربط النضال من أجل الاستقلال والحرية بالنضال في سبيل بناء مجتمع تسوده العدالة الاجتماعية والديمقراطية الاقتصادية. 

وقد عبّر إميل حبيبي، الذي كان واحدًا من مؤسسي عصبة التحرّر الوطني، أصدق تعبير عن هذا التوجّه الشعبي للعصبة، الجديد على الحركة الوطنية وقيادتها التقليدية، في مقالاته المبكرة التي نشرها في صحيفة "الاتحاد"، التي صدرت في حيفا في 14 أيّار/مايو 1944.

"لا نعلّم الشعب أو نلقنه دروسًا، بل نأخذ من الشعب لنعطيه"

في محاضرة ألقاها في مدينة رام الله بدعوة من جميعة العمال عن العلاقة بين الشعب والعاملين في الحقل الاجتماعي، ونشرت مقتطفات منها "الاتحاد"، رأى إميل حبيبي، الشيوعي ابن الثانية والعشرين ربيعًا، أنه "يخطئ من يعتقد أننا نعلّم الشعب أو نلقنه دروسًا"، إذ إن للشعب "حسًا مرهفًا، ونظرًا إلى الحاضر والمستقبل صائبًا في أكثر الأحايين، والجماهير تعرف ما تريد، ونحن لسنا من الناس الذين ينظرون إلى الجماهير نظرًا شزرًا، ويقولون: هذه الجماهير (الرعاع) تتلاعب فيها الأهواء، ويجذبها المظهر الخداع". من هذه الحقيقة الأولى، الجوهرية، انطلق إميل ليؤكد أن كثيرًا من العاملين في الحقل الاجتماعي "يتجاهل هذه الحقيقة لأنه يخاف منها، فهو في أعماله لا يعتمد على الشعب ولا يستهدف إسعاده وتحريره". أما الحقيقة الثانية، فهي أن الشعب "يعرف ما يريد ولكنه لا يعرف من يريد"، إذ هو "يرى كل زعيم وكل حزب سياسي يتقدّم إليه بالبرنامج الذي يريده والميثاق الذي يسعى إليه، ويعده بتحقيق أمانيه وتخفيف آلامه، فيصفق لذلك البرنامج ويؤيد ذلك الميثاق، ولكن ليس كل من وضع ميثاقًا سار على نهجه، ولا كل من وعد أوفى، ولا كل من عمل عرف كيف يعمل"، وذلك إلى أن يدرك الشعب هذه الحقيقة "بعد جهاد مرير قاس"، إذ إن الشعب "لن يتعلم إلا من تجاربه". وهنا، تبرز الحقيقة الثالثة، المهمة جدًّا، التي "نعلّق عليها نحن الأحرار الساعين في مناكب الحرية آمالاً عراضًا"، ليخلص إلى القول: "نحن لا نعلّم الشعب أو نلقنه دروسًا، بل نأخذ من الشعب لنعطيه، ونرجع أخطاءه لأسبابها الحقيقية، فيتلافى تلك الأخطاء في المستقبل، ونرجع نجاحاته أيضًا لأسبابها الحقيقية فيستفيد من تلك النجاحات لإحراز نجاحات أخرى أكبر وأعظم، وبهذه الطريقة نساعد الشعب ليعرف ما يريد ومن يريد وكيف يريد" ("إن الشعب يعرف ما يريد"، الاتحاد، 29 تشرين الأول 1944، ص 3).

"الاتحاد" من الشعب وإلى الشعب

لقد تصوّر إميل حبيبي أن على صحيفة "الاتحاد" أن تضلع بهذا الدور في مساعدة الشعب الفلسطيني على أن يعرف ما يريد ومن يريد وكيف يريد، وذلك بفضل الرابطة المتينة التي يجب أن تقوم بينها وبين هذا الشعب. فعلى أبواب سنة "الاتحاد" الثالثة، نشر إميل في عددها الصادر في 19 أيار 1946 مقالاً افتتاحيًا بعنوان: "نحو سنة ثالثة"، تصدرته الجملة التالية لعمر بن الخطاب: "أما أنا، فوربّ الكعبة، لأحملنكم على الطريق"، وبدأه بالقول: "هذه هي الاتحاد، تُقبل على عام جديد، وإن فيها لجدة وإن فيها لطلاوة، كأنما هي انتفضت لتكون البارحة، وكأنها سلخت من العمر سنتين. فيها جدة لأنها نشأت لتعبر عن الجديد في هذا الشعب الذي لا يقف بل يتقدم فإنه ينشد الحياة، وفيها طلاوة لأنها كتبت ليقرأها أفراد هذا الشعب". فالاتحاد نشأت كي تكون صوت الشعب الفلسطيني وهي حريصة، كما تابع إميل، كي تحفظ هذه الرابطة المتينة "التي تربطها بأبناء الشعب، حتى لا تنفصل عنهم، مهما يكن من أمر، فذلك سر قوتها وذلك فيض جرأتها، وذلك ما يبشر باستمرارها على الحياة، ما استمر هذا الشعب حيًّا، وهو لن يموت، فكيف تنفصل الزهرة النضرة عن أمها الشجرة ولا تذبل، وكيف تقتلع النبتة الغضة من أمها التربة الطيبة ولا تموت".

وعلى الرغم من الظروف الصعبة التي أحاطت بنشوئها، نجحت "الاتحاد" في الوقوف على قدميها، كما قدّر إميل في المقال نفسه، لأنها كانت من الشعب وإلى الشعب: فكتب: "كان سعينا شاقًا حتى استطعنا أن نخرق الحجب الكثيفة التي أقامها الاستعمار البائد بيننا وبين شعبنا، ولكننا اخترقنا هذه الحجب آخر الأمر، وكان طريقنا إلى ذلك طريقًا واحدًا لا طريق غيره: إننا لم نتهاون يومًا في مدافعة ظلم حلّ بشعبنا، وإننا لم نتهاون يومًا عن المطالبة بكل حق صغير أو كبير من حقوق شعبنا، وإن أحكامنا صدقت على كل مشكلة، وما خفت منا الصوت في يوم من الأيام مطالبًا بالتحرر ورفع نير الاستعمار، وما أخطأنا في وضع الخطة لتهيئة النضال المثمر الذي يقود إلى تحقيق ذلك.  تلك كانت طريقنا إلى اختراق الحجب الكثيفة التي أقامها الاستعمار البائد بيننا وبين شعبنا، وهي الطريق أيضًا إلى المحافظة على هذه الصلة المتينة التي تربطنا اليوم بشعبنا الأبي، هذا الشعب الذي أنبتنا في التربة الخصبة وتعهدنا برعاية ما بعدها من رعاية" (الاتحاد، 19 أيار 1946، ص 1).

وبعد سنة، عاد إميل حبيبي من جديد ليؤكد على تلك الصلة المتينة التي تربط  صحيفة "الاتحاد" بشعبها الفلسطيني، وذلك في مقال نشره في عددها الصادر في 4 أيار 1947، بعنوان: "لمناسبة إقبال "الاتحاد" على سنتها الرابعة: عندما كان القراء يظنون الاتحاد صحيفة سرية غير مرخصة"، أشار فيه إلى أن الناس في فلسطين استغربوا تصدي "الاتحاد" الجريء "للدفاع عن مطالب الشعب اليومية العادلة"، ورفعها "لواء النضال الوطني التحرري عاليًا خفاقًا"، فظنوا أنها "جريدة سرية تصدر على الرغم من أنف حكومة الانتداب"، خصوصًا وأن زعماء الحركة الوطنية أفهموهم "أن الحكومة قد حجرت على كل نشاط وطني ودعوة سياسية تحررية"، لكن هذه الحيلة لم تنطلِ عليهم بعد أن جاءت "الاتحاد" "لتهتك الأستار وتكشف عن مداخل النور"، فكان "وعيًا جديدًا يسمى في عرف السياسة بالروح الجديدة"، وحملت "الاتحاد" لواء هذه الروح الجديدة: "روح شعب كبير أراد أن يستيقظ ويعلن أنه لن يعود إلى النوم مرة أخرى". ولكونها اضطلعت بهذه المهمة وعبّرت عن "رغبة شعب كبير في الحياة الحرة السعيدة"، استمرت "الاتحاد" إذ هي مما ينفع الناس: تمكث في الأرض، وتصدّر مقالها الأول من عددها الأول بالآية الكريمة الخالدة: "وأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض"، وهي ستكبر "وتتعاظم أثرًا ونفوذًا".

إشراك الشعب هو السبيل إلى حل أزمة الحركة الوطنية

اعتبر إميل حبيبي، في أعقاب الحرب العالمية الثانية، أن الحركة الوطنية العربية في فلسطين تواجه أزمة نتيجة تعدد الاتجاهات السياسية في داخلها، وأن حل هذه الأزمة لا يمكن أن يتحقق إلا بالرجوع إلى الشعب والاعتماد عليه وإشراكه في الحركة الوطنية.

ففي مقال نشره في صحيفة "الاتحاد" بتاريخ 17 حزيران 1945، حلل إميل الاتجاهات السياسية المختلفة التي سادت في صفوف الحركة الوطنية، فأشار إلى أنه كان بعض الوطنيين الفلسطينيين، أثناء المراحل الأولى للحرب العالمية، "يوم علت جحافل النازيين في الأرض واستكبرت وسارت بقطعانها في نزهة صيفية رائعة مكتسحة أوروبا بسهولة خادعة، أخذت على الجاهلين والمتماوتين أنفاسهم"، يتربص للأحداث، ويقول: لا فائدة من رسم الخطة للمستقبل حتى يبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود في حلكة؛ كانوا بهذا الرأي يتسترون جاهلين أو متجاهلين.

وكان من الصعب أن يفهم الناس ما يرمي إليه هؤلاء الناس من وراء سياسة التربص "هذه؛ كما كان هناك من الوطنيين من " يقولون بطريق مباشر أو غير مباشر: "إن عدو عدونا صديقنا"، من دون أن يدركوا "أن الاستعمار وحدة لا تتجزأ، وأن الذي يؤيد الاستعمار النازي يخدم - شاء ذلك أم أبى- أهداف الاستعمار في كل مكان وفي فلسطين أيضًا". وبعد أن تمّ دحر النازية، تلفت هؤلاء الوطنيون - كما تابع- يبحثون عن سياسة جديدة، فسار القسم الكبير منهم "على النهج القومي الصحيح الذي دعونا إليه دائمًا، إذ قلنا ولا نزال نقول: إن من واجب الوطنيين أن يعتمدوا على الشعب ويثقوا به، لأن الشعب هو القوة الوحيدة التي تدفع بوطننا إلى ما ينشده أبناؤه من حرية وسعادة"، بينما لم يكن أمام القسم الثاني، الضئيل، "إلا أن يبحث عن صديق جديد"، فاندفع  إلى تأييد الاستعمار البريطاني ليس "في فلسطين فقط بل في سوريا ولبنان أيضًا وفي جميع الأقطار العربية"، خصوصًا بعد أن راح هذا الاستعمار "ينهج خطة جديدة تلائم الوضع العالمي الجديد"، ويعزف "على الوتر الحبيب إلى قلب كل عربي، وتر الوحدة العربية أو وتر سوريا الكبرى"، طريقًا لضمان "سيطرته على الأقطار العربية سيطرة رغيدة هنية، وإلا طريقًا لتأييد الصهيونية وتوسيع نفوذها"، بينما نحن نقول: "إننا في سبيل الوحدة العربية نسعى من أجل استقلال كل قطر عربي، فوحدة الأقطار لا تأتي إلا باستقلال كل قطر، ذلك درس التاريخ".

وخلص إميل حبيبي إلى أن الأحداث العالمية "غيّرت من أشكال الاستعمار نفسه، فهو لم يعد في إمكانه أن يحكم بأساليبه القديمة، ولكن –وهذا ما يريد أن يتجاهله الممالئون للاستعمار-يحكم بأساليب جديدة خطرة شديدة الخطورة، يعتمد فيها على أفراد من بين صفوفنا، يمالئونه ويتصدون لوحدة الأمة ويقفون حجر عثرة أمام سير وطننا نحو حريته وسعادة أبنائه" ("اتجاهات في السياسية الوطنية. الاستعمار يحكم بأساليب جديدة بعد أن لم يعد بإمكانه أن يحكم بأساليبه القديمة"، الاتحاد، 17 حزيران 1945، ص 3).

وفي مقال آخر، جاء بمثابة تتمة لهذا المقال حمل عنوان: "طرق عملية لحل الأزمة الحاصلة في الحركة الوطنية" (الاتحاد، 24 حزيران 1945، ص 3)، أشار إميل إلى أنه رأى من واجبه فضح "الاتجاهات الخاطئة" في إطار الحركة الوطنية العربية الفلسطينية لكونها "تؤلف خطرًا ماحقًا على مستقبل نضالنا الوطني العادل"، والعمل على "عزل العناصر غير الوطنية التي لا تهتم لمصلحة الوطن قيد أنملة"، معتبرًا أن حل الأزمة الحاصلة في الحركة الوطنية لا يمكن أن يكون إلا عبر "الرجوع أولاً وآخرًا إلى الشعب". فالواجب، "بعد هذه التجارب المؤلمة"، أن "نخرج من حدود الأعمال الفردية المرتجلة إلى العمل الشعبي العام، الذي يكون رائده مصلحة الوطن العامة، ويكون نهجه الاعتماد على الشعب لا التحايل عليه ومخادعته". أما الطريق إلى ذلك فهو، كما قدّر، "أن نشرك الشعب في الحركة الوطنية وفي مشاريعها الوطنية، أن نطلب إلى الشعب بواسطة مؤسساته من جمعيات ونقابات ونواد وهيئات وأحزاب أن تشترك معنا في كل مسألة وطنية وفي كل مشروع وطني، سياسيًا كان أم اجتماعيًا أم اقتصاديًا أم عمرانيًا"؛ فذلك "يحفظ الحركة ويحفظ المشروع من أن ينزلق في المهاوي التي يحفرها أمامه الاستعمار"، وذلك يضمن تحقيق الوحدة الوطنية التي تحتاجها الحركة الوطنية والتي لا يمكن أن تتحقق "إلا إذا اشترك الشعب في تأليفها".

قضية فلسطين ليست قضية نضال بين شعب وشعب

تناغمًا مع الحل الديمقراطي الذي بلورته عصبة التحرر الوطني للقضية الفلسطينية، أكد إميل حبيبي في أكثر من مناسبة أن قضية فلسطين ليست قضية "عنصرية" أو "دينية"، بل هي قضية تحرر وطني واستقلال وديمقراطية. فعندما أراد حاكم لواء القدس أن يعيّن رئيسًا يهوديًا لبلدية القدس، بذريعة أن هذا سيدل على ما بلغه العرب"من نضج سياسي"، عارض إميل توجه سلطات الانتداب البريطاني هذا، واتهمها بأنها أرادت دومًا تحويل قضية فلسطين إلى قضية "بين طوائف دينية مختلفة"، بحيث إذا تخلى عنها الانتداب "استعرت بينها حروب صليبية".

ففي مقال له بعنوان:"ماذا حدث في بلدية القدس: إلى الوراء في مراقي الحكم الذاتي"، أشار إلى أن الحركة الصهيونية "تريد، من وراء استيلائها على بلدية القدس، أن تدّعي تلاشي عروبة القدس، وهذا يعني أن الصهيونية تريد بذلك أن تؤمن لها كيانًا دوليًا معترفًا به، وبذلك أيضًا تؤمن لها مستقبلاً في فلسطين، وتؤمن لسادتها مركزًا في الأقطار العربية". وإذ رأى أن رياسة بلدية القدس ليست مسألة "محلية" فحسب، بل هي كذلك "مسألة عالمية تؤثر تأثيرًا مباشرًا على حركتنا الوطنية التحريرية وعلى الحركة الصهيونية الاحتلالية"، أكد بأن قضية فلسطين الوطنية، ورياسة بلدية القدس منها، "لم تكن أبدًا، في يوم من الأيام، قضية نضال بين شعب وشعب، أو قضية احتكاك بين طائفة دينية وأخرى"، وإنما هي "قضية الاستقلال والتحرر الوطني، والاستقلال هو الذي يؤمن حقوق سكان فلسطين ويحفظ مصالحهم ويرعى شعائرهم الدينية ويوطد الألفة والاتحاد بين صفوفهم". وقدّر إميل أن عدم تولي عربي رياسة بلدية القدس سيعني "رجوعًا بحركتنا الوطنية إلى وراء وهضمًا لحقوق سكان فلسطين" العرب واليهود على السواء، ذلك لأن الصهيونية "وبال على السكان اليهود في فلسطين"، إذ هي لا تريد لفلسطين "تحررًا واستقلالاً" ولا تريد لليهود في فلسطين "سعادة واستقرارًا"، ليخلص إلى أن الإصرار على أن يكون رئيس بلدية القدس عربيًا من أبناء فلسطين الأكثرين "لا يمكن ان يحمله أي رجل شريف صادق على محمل الإصرار العنصري، أو على محمل التعصب الديني، أو على محمل هضم لحقوق أقلية او طائفة دينية"، وإنما هو لـ "دفع "غائلة الصهيونية التي تهدد فلسطين بجميع سكانها"، ولضمان التحرر الوطني "الذي يحل جميع المشاكل المعقدة في فلسطين" (الاتحاد، 25 آذار 1945، ص 1).  

وختامًا، فقد تصدّرت أحد مقالات إميل حبيبي المبكرة عبارة عبّرت عن ثقته العميقة بشعبه الفلسطيني ورد فيها: "يعيب علينا بعض الناس كثرة تحدثنا عن الشعب وذكرنا لهذه الكلمة؛ إننا نسألهم سؤالاً واحدًا ونترك لهم الإجابة عليه: ترى بقوة من يستقل الوطن، وقوة من تحافظ على استقلاله؟" (الاتحاد، 24 حزيران 1945، ص 3)؛ وثقة إميل حبيبي بشعبه هذه لازمته طوال حياته.