هبة فلسطين وكيفية استثمارها..! | محسن أبو رمضان

2021-05-15

هبة فلسطين وكيفية استثمارها..!

| محسن أبو رمضان

ما يحدث الآن من هبة شعبية واسعة تشمل القدس وغزة والضفة الغربية ومناطق ٤٨ والشتات، كل حسب ظروفه وإمكانياته وبوسائل النضال التي يملكها، شكلت تعبيرا عن وحدة الشعب الفلسطيني في مواجهة الاحتلال والاستيطان والتمييز العنصري وافشالا لمحاولات الاحتلال لخلق التفتيت والتجزئة بهدف زج التجمعات الفلسطينية في همومها الذاتية خارج إطار نسق الهوية الوطنية الجامعة.

تفاعل غزة مع القدس وتفاعل ٤٨ مع غزة والقدس ومظاهرات الاردن ولبنان والتي دخلت الحدود بمسيرات شعبية يؤكد أن شعبنا له أهداف واحدة ومصير واحد، وان كل محاولات فصلة عن بعضه البعض فشلت امام هذا المصير والهدف الواحد.

ورغم الآلام والجراح الناتجة عن العدوان على شعبنا واستهداف المدنيين في القطاع  إلا ان المعنويات العالية التي تميز بها شعبنا بالقطاع تعبر عن الاستعداد للتضحية والالتفاف حول خيار الصمود والنضال والمقاومة  كوسائل ترمي لتحقيق هدف الحرية والكرامة لشعبنا الذي يكفل له القانون الدولي استخدام كافة وسائل النضال بوصفها وسائل مشروعة من أجل التحرر من الاحتلال وضمان الحق في تقرير المصير.

وفي الوقت الذي أثير به حالة من الجدل حول شكل النضال الأنسب خاصة بعد دخول غزة بقدراتها المقاومة على الخط وبهدف لجم عدوان الاحتلال والمستوطنين ومجموعات اليمين المتطرف عن محاولات اقتحام المسجد الأقصى من أجل تقسيمة زمانيا ومكانيا وكذلك للتضامن مع أهالي الشيخ جراح بمواجهة سياسة التطهير العرقي.

ورغم طبيعة هذا النقاش المشروع الا ان شعبنا بكافة شرائحه وقواه التف حول خيار الصمود والكفاح والمقاومة في مواجهة آلة القمع والعدوان الاحتلالي والعنصري.

وحتى يتم استثمار تضحيات شعبنا وصموده وكفاحه الباسل لابد من الاسراع فورا بترتيب البيت الداخلي الفلسطيني وذلك من خلال تشكيل هيئة قيادية من كافة القوى والفعاليات بهدف إدارة النضال الوطني وتوحيده ضمن أهداف وطنية مشتركة.

ان  توحيد ساحات النضال يتطلب توحيد أهدافة ومطالبة من خلال قيادة وطنية موحدة تشارك بها كافة القوى كهيئة أركان لكفاح شعبنا وعبر منظمة التحرير الفلسطينية.

ومن اجل منع دولة الاحتلال من إعادة عقارب الساعة للوراء فمطالب غزة والضفة والقدس و٤٨ يجب أن تصهر في بوتقة واحدة مع مراعاة خصوصية كل منطقة، يتم التقرير بها من خلال القيادة الموحدة التي يجب أن تصيغ قرارات وتكتيكات واستراتيجيات العمل بصورة موحدة وبنسق سياسي مشترك، الأمر الذي يتطلب العمل على إنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية.

وفي الوقت الذي من الهام العمل على تنفيذ قرارات المجلسين الوطني والمركزي واجتماع الأمناء العامين في 30 أيلول 2020 بخصوص وقف التنسيق الأمني والتحلل من الاتفاقات التي مزقتها دولة الاحتلال، فقد بات من الهام ايضا عقد اجتماع فوري لكل مكونات شعبنا السياسية بهدف تحديد اهداف واضحة لهذه الهبة الشعبية ذات طبيعة تكتيكية وأخرى استراتيجية وذلك على طريق تحقيق أهداف شعبنا في الحرية والاستقلال والعودة.