مع انقضاء الأسبوع الثاني منه.. رمضان في غزة.. صيامٌ طويل وليلٌ ثقيل

2024-03-25

تتفاقم معاناة العائلات في قطاع غزة مع انقضاء الأسبوع الثاني من شهر رمضان المبارك، لا سيّما في ظل واقع المجاعة التي يعيشه الأهالي في قطاع غزة، الذين استقبلوا شهر رمضان بصوم سابق على حلول أيامه، فرضته الحرب الإسرائيلية المستمرة منذ قرابة 6 أشهر، ولم يستقبلوا الشهر كما المعتاد.

صيامٌ طويل دون إفطار أو سحور

غزة التي تحب الحياة كما لا تحب الحياة مدينة أخرى، ولديها من طقوس الشهر الفضيل ما لديها، على موعد مع صيام طويل وليل ثقيل، صيامٌ طويل دون إفطار أو سحور، فتدبر أمر الطعام بات ضرباً من ضروب المستحيل، في ظل الحصار الخانق الذي تفرضه "إسرائيل" على القطاع منذ السابع من أكتوبر الماضي وقبل ذلك بكثير، حيث تفرض إسرائيل حصاراً مشدداً على قطاع غزة منذ 17 عاماً، هذا وتتواصل تحذيرات المؤسسات الأممية من خطر المجاعة المحدق بالقطاع وساكنيه، خاصة في مناطق شمال القطاع.

ليالي رمضان.. قتل وترويع وتشريد وفقد

أما ليلُ غزة فثقيلٌ ثقيل، تمزق العتمة وأصوات القنابل سكونه، وتبدد آمال ساكني الخيام بليلة واحدة على الأقل تمر دون قتل وترويع وتشريد وفقد.

صوت الآذان يغيب

والصعب أيضاً فيما ينقله مراسل شبكة وطن الإعلامية في قطاع غزة عبد الهادي أبو قينص، هو تدمير المساجد (العمري، وفلسطين، والسيد هاشم، والعباس) وغيرها من المساجد التاريخية التي تعود للعهد الفاطمي، حيث إن آلة الحرب الإسرائيلية دمرت قرابة 1000 مسجد من أصل 1200 مسجد في قطاع غزة، ما يضيف على أيام رمضان في غزة مرارةً لم يسبق وأن اختبرها المواطنون في أي من الحروب السابقة، التي شنتها "إسرائيل" على القطاع منذ 17 عاماً، وهو الأمر الذي جعل صوت الآذان وإحياء صلاة التروايح في مساجد القطاع أمراً مستحيلاً.

ويضيف في حديثه لموجة (غزة الصامدة.. غزة الامل)، وتبث عبر شبكة وطن الإعلامية: استمرار العدوان، وشُح السلع الأساسية حد النُدرة، وارتفاعُ أسعار السلع المتوفرة حد الجنون، وانعدامُ القدرة الشرائية، ونسف الاحتلال آمال النازحين بالتوصل إلى تهدئة قريبة، عوامل اجتمعت على مائدة إفطار الغزيين، بينما غاب الطعام والشراب عن المائدة، ما تسبب بدخول العائلات بحالة من الصدمة والذهول، وفاقم من معاناتهم على مختلف الصعد الاجتماعية والصحية والنفسية والعصبية.

وبعد جوله للصحفي سامح أبو دية على الأسواق في رفح وبين خيام النازحين، ونزح إليها مع عائلته من شمال قطاع غزة، بعد أن دمر الاحتلال منزله هناك، يقول: "وجوه النازحين الشاحبة، وأجسادهم النحيلة، وحالة الإعياء التام، تقول كل شيء".

رمضان في غزة، بطعم النار والدم والجوع

ويذكر أن غزة اختبرت الحروب في العامين 2014 و 2021 خلال أيام الشهر المبارك، ولكن حرب الإبادة الجماعية التي بدأها الاحتلال بحق المدنيين في السابع من أكتوبر الماضي، جعلت من رمضان الحالي، تجربة قاسية بكل المقاييس، لا سيّما في ظل استخدام الاحتلال لسلاح التجويع، وعرقلته لعمليات الإغاثة.

ويشير إلى انعدام المواد والسلع الأساسية في رفح، "الدقيق مفقود، والسكرمفقود، والخضار معدومة، واللحوم والدواجن والأسماك غير متوفرة، والأجبان إن توفرت تُباع بأسعار خيالية، ليس بمقدور النازحين الذي فقدوا فرصتهم بالعيش وكسب الرزق، وتعطلوا عن العمل قسراً جراء استمرار العدوان شراؤها"، يقول أبو دية.

ويختم حديثه بالقول: "رمضان في غزة، بطعم النار والدم والجوع". 

وحل رمضان هذا العام، وسط حرب مدمرة تشنها إسرائيل على قطاع غزة، خلفت عشرات الآلاف من الضحايا المدنيين معظمهم من النساء والأطفال، فضلا عن كارثة إنسانية غير مسبوقة ودمار هائل بالبنية التحتية.

المصدر: شبكة وطن الاعلامية