الخليل: القوى اليسارية تختتم أعمال مؤتمر لمناهضة الاحتلال والعنصرية

2011-05-07

الخليل: القوى اليسارية تختتم أعمال مؤتمر لمناهضة الاحتلال والعنصرية

الخليل -  تحت شعار " لنناضل معا لإنهاء الاحتلال والعنصرية "  افتتح اليوم في مدينة الخليل مؤتمر مناهضة الاحتلال وعنصرية إسرائيل  والذي نظمته القوى الوطنية اليسارية " الجبهتين الشعبية والديمقراطية وحزب الشعب " في محافظة الخليل  بالتعاون مع مركز المعلومات البديلة وحركة ترابط  الاسرائيليه- العربية

المؤتمر الذي افتتح بالسلام الوطني الفلسطيني والوقوف دقيقة إجلال وإكبار لشهداء الشعب الفلسطيني وشهداء النضال من اجل الحرية، وتولت عرافة حفل افتتاحه الناشطة النسويه إيمان شلاله وحضره النائبين  بسام الصالحي الأمين العام لحزب الشعب الفلسطيني ،وسحر القوا سمي النائبة عن كتلة فتح البرلمانية وكامل حميد محافظ محافظة الخليل، ورئيس بلدية المدينة خالد العسيلي ، وحشد من النشطاء اليهود والعرب من  حركة ترابط العربية- الاسرائيليه وقوى السلام والديمقراطية داخل الأراضي الفلسطينية عام 1948 وفي إسرائيل إلى جانب عدد كبير من ممثلي وأعضاء القوى والفعاليات الوطنيه والجماهيرية اليسارية في الخليل وعشرات المتضامنين الأوروبيين .  

كامل حميد وفي كلمته في افتتاح المؤتمر وبعد أن رحب بالحضور في الخليل وثمن مبادرة القوى اليسارية الوطنية في عقد هذا المؤتمر أوضح أن المؤتمر يأتي  في مكانه وزمانه المناسبين ، وكانجاز سياسي ووطني للعمل الموحد والمشترك ضد الاحتلال والعنصرية وفي ظل استمرار الاعتداءات اليومية التي يمارسها  الاحتلال ومستوطنيه في الخليل وبالخصوص الصراع الدامي بين الاحتلال ومواطني البلدة القديمة من المدينة ، وأشار" حميد " أن السلطة الوطنية الفلسطينية ومؤسساتها بذلت ولا زالت تبذل  جهودا يوميه من اجل إنهاء هذا الصراع وإنهاء الاحتلال ليس في الخليل فحسب بل في كافة الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967 ، وقال "حميد " أن انجاز المصالحة الفلسطينية التي عبرت عن إرادة الشعب الفلسطيني وقواه جاءت كخطوه لاغنى عنها  لتعزيز الوحدة ومواصلة النضال الوطني السياسي والدبلوماسي  من اجل إقامة الدولة الوطنية المستقلة وعاصمتها القدس .

من جانبه أشار النائب  بسام الصالحي أمين عام حزب الشعب الفلسطيني  في كلمته التي قدمها  باسم القوى الفلسطينية اليسارية إلى الأهمية التي يكتسبها عقد هذا المؤتمر بما يعلنه من رسالة تؤكد يوما بعد يوم  صوابية ونجاح طريق المقاومة الشعبية,  وأوضح "الصالحي "  أن الشعب الفلسطيني وقواه الوطنية وعبر تجربته الكفاحية والوطنية اليومية والطويلة  يدرك و يميز وبوضوح بين طبيعة ومهمات النضال المشترك لقوى السلام والديمقراطية المناهضة للاحتلال وبين مواقف ومهمات القوى المساومة والداعمة للاحتلال الإسرائيلي وسياساته العدوانية، كما وأعرب عن تقدير الشعب الفلسطيني وقيادته وقواه السياسية للتضامن والنضال اليومي المشترك الذي تجسده  تلك القوى والحركات الديمقراطية واليسارية الدولية والاسرائيليه في القدس ونعلين وبلعين والخليل ومن خلال كافة الفعاليات المتزايدة والمتنامية في مقاومة الاحتلال على الأرض الفلسطينية بما يخدم ذالك تعزيز التضامن مع الشعب الفلسطيني وحقه المشروع في إعلان وإقامة دولته الوطنية المستقلة ذات السيادة على حدود الرابع من حزيران عام 1967 وعاصمتها القدس وضمان حق العودة للاجئين الفلسطينيين وفق قرارات الشرعية الدولية.

كما وأكد أمين عام حزب الشعب على الموقف السياسي الفلسطيني الرافض للعودة للمفاوضات دون وقف الاستيطان وضمان زوال الاحتلال ومستوطنيه عن الأرض الفلسطينية ، مشيرا في الوقت ذاته  بأن اتفاق المصالحة الفلسطينية الذي وقع في القاهرة ورغم كل ما يحيطه من تخوفات شعبيه  في التطبيق إلا انه أوقف التدهور الذي رافق حالة الانقسام في الوضع الداخلي والسياسي الفلسطيني ويجب أن تستخدم قوة الدفع فيه في الوقف الفوري للاعتداء على الحريات العامة وحمايتها وفي التراجع عن أية ممارسات من شانها الانتقاص من تلك الحريات وإضعاف المقاومة الشعبية والوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني وقواه الوطنية .

وبدورها وفي كلمة قدمتها باسم "حركة ترابط العربية – الاسرائيليه من اجل إنهاء الاحتلال والسلام  العادل " أعربت الناشطة السياسية  من مدينة عكا " جهينة صيفي " عن اعتزازها وسعادتها ورفاقها بعقد هذا المؤتمر كثمره من ثمار النضال الفلسطيني واليهودي المشترك ضد الاحتلال والعنصرية ومن اجل تحقيق السلام الدائم والعادل بعيدا عن المشروع الصهيوني الكولونيالي في المنطقة ، كما ونقلت "الصيفي "تحيات أيمن عوده  سكرتير  الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة في إسرائيل الذي حالت الظروف دون مشاركته في  المؤتمر .

وفي كلمه قدمها الناشط اليهودي " الموغ بيهاز " من منظمة اليهود الشرقيين المناهضة  للاحتلال "تحت عنوان عودة الروح .. روح تحرريه جديدة عام2011" وجه من خلالها التحية لشباب وشابات وأجيال  الثورات العربية وقال " أن صرخة أبناء هذا الجيل في وجه الاضطهاد والأنظمة المستبدة والمستغلة ودعوتها للتغيير وللحرية وبناء انظمه ديمقراطيه هي محل إعجاب وتقدير واستلهام لنا نحن أبناء هذا الجيل من اليهود الشرقيين  المناضلين من اجل إنهاء الاحتلال الإسرائيلي ومن اجل السلام العادل والدائم في منطقة الشرق الأوسط " ، وأضاف" بيهناز"  أن اليهود الشرقيين بأجيالهم المتعاقبة يعتزون بالموروث الثقافي والديني واللغوي والإنساني التابع للفضاء الشرق أوسطي مما يحتم عليهم الانخراط  مع كل القوى المناهضة للاحتلال ومن اجل الحرية والعدالة لكل شعوب المنطقة .

وبعد اختتام أعمال الافتتاح للمؤتمر انطلقت جلساته الاربعه لمناقشة عدد من أوراق العمل حيث تضمنت الجلسة الأولى ورقه عن الواقع السياسي الفلسطيني الراهن قدمها الناشط السياسي والباحث" طه نصار" والتي تعرضت لاتفاق المصالحة الفلسطينيه والجهد الوطني والسياسي الفلسطيني من اجل إنهاء الاحتلال ، وورقة عن توجهات القوى الحاكمة والمسيطرة في إسرائيل وبدائلها الممكنة والتي قدمها "حيراردو ليبنز " الناشط السياسي في حركة ترابط ، فيما تضمنت الجلسة الثانية عرض ومناقشة الورقة المقدمة من الكاتب والناشط السياسي محمد سعيد مضيه حول " المقاومة الشعبية الفلسطينيه ضد الاحتلال والعنصرية وآفاق استنهاضها" وورقتين حول " الأسرى الفلسطينيين ودورهم في النضال الوطني " وسبل تعزيز دور المرأة الفلسطينيه في المقاومة الشعبية " قدمها على التوالي الباحث عبد العليم دعنا والناشطه النسويه عفاف غطاشه، وتناولت الجلسة الثالثة للمؤتمر عرض تجارب عمليه في مقاومة الاحتلال والعنصرية ومن بينها "تجربة الخليل كنموذج لمقاومة الاستيطان والاحتلال" قدمها الناشط  في منظمة شباب ضد الاستيطان  هشام الشرباتي و"تجربة بلدة العراقيب في النقب " التي قدمها غازي الغازي الناشط في حركة ترابط ، أما فيما يتعلق بأوراق الجلسة الرابعة فقد تناولت ورقتين الأولى  حول واقع وآفاق النضال المشترك ضد الاحتلال والعنصرية وفي مواجهة التطبيع والثانية  حول مصاعب النضال ضد الكولونياليه الصهونيه والتي قدماها كل  من الكاتب نصارابراهيم  من مركز المعلومات البديلة و" ياعيل بن ييفت " عضوة بلدية تل أبيب – يافا والناشطه في ترابط .

وفي نهاية المؤتمر والبيان الختامي الصادر عنه والذي تضمن عدد من التوصيات من بينها  ترحيب المشاركون بنتائج الحوار الوطني الشامل الذي انعقد في القاهرة وتوج بالتوقيع على اتفاق المصالحة يوم الأربعاء الماضي بما يجب أن يضمنه في تعزيز الوحدة الوطنية الفلسطينيه وصون الحريات الديمقراطية والعامة ويعزز برنامج القواسم المشتركة في مقاومة الاحتلال والاستيطان، إلى جانب  تعزيز المقاومة الشعبية والنضال المشترك مع كل قوى الديمقراطية والتقدم والسلام وحركات المقاطعة لدولة الاحتلال الإسرائيلي في العالم من اجل دحر الاحتلال وقيام الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من حزيران وعاصمتها القدس العربية ، وضرورة التمسك بمنظمة التحرير الفلسطينيه كممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني لتمثل كل الشعب الفلسطيني ومكوناته السياسية وبتفعيل دورها وإجراء انتخابات ديمقراطيه لهيئاتها ومجالسها وفق قاعدة التمثيل النسبي، والتمسك بحق عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم الذين شردوا منها طبقا لقرار الأمم المتحدة 194.

7/5/2011