تفاصيل جديدة عن اعتقال الجاسوس الاسرائيلي بالقاهرة

2011-06-13

تفاصيل جديدة عن اعتقال الجاسوس الاسرائيلي بالقاهرة
ود. الجمل يتهم إسرائيل بزرع الفتنة في مصر

القاهرة، تل ابيب – مصادر متعددة – أكد اللواء سامح سيف اليزل الخبير الأمني ورئيس مركز الجمهورية للدراسات الأمنية بمصر'أن سلطات التحقيق المصرية أبلغت السفارة الإسرائيلية بالقاهرة أنها ألقت القبض على أحد مواطنيها ولا مانع من حضور محامي معه أثناء التحقيقات، لافتا إلى أنه سيتم الإعلان قريبا عن عدة قضايا تجسس بعد الثورة تورط فيها عملاء لإحدى الدول، كان الهدف منها إحداث وقيعة بين الجيش والشعب لإفشال ثورة يناير المصرية.

وقال اللواء سيف اليزل إن عملاء التجسس هدفوا إلى خلق توترات أمنية إما من خلال أحداث الفتنة الطائفية التي وقعت عقب الثورة مثل أحداث كنيسة أطفيح أو إمبابة أو محاولة خلق توترات في العلاقة بين الجيش والشعب، ودلالة على ذلك فقد شوهد الجاسوس الذي أعلن عنه أمس في أحداث قسم 'الأزبكية ' التي وقعت الخميس الماضي وكان طرفها بعض الشباب والشرطة المصرية، وتعاملت معها القوات المسلحة بحكمة وحذر.

وكانت الأجهزة الأمنية المصرية قد ألقت القبض الأحد 12-6-2011 على ضابط في جهاز المخابرات الإسرائيلية بتهمة التجسس وجمع معلومات عن مصر منذ الشهور الأولى لثورة 25 يناير المصرية، وأن الضابط الإسرائيلي يدعى 'إيلان تشايم جرابيل'، وهو من مواليد 1983، وكان يعمل ضابطاً في جيش الدفاع الإسرائيلي، وشارك في حرب لبنان عام 2006 وأصيب خلال الحرب، وقام بدخول مصر بجواز سفر أوروبي، ويعمل في مجال الصحافة.

دخل مصر بجواز أوروبي
وكانت تصريحات قد صدرت من أعضاء في المجلس العسكري الحاكم بمصر قد صدرت قبل أسبوع من إعلان قضية الجاسوس الإسرائيلي قد أكدت 'أن هناك محاولات خارجية للوقيعة بين الجيش والشعب، وأنها وضعت يدها على مخطط لتفتيت مصر وتقسيمها إلى 3 دويلات '.

وأكد اللواء سيف اليزل في برنامج 'العاشرة مساء'على قناة دريم الفضائيا مساء الأحد 12-6-2011 'أن بحوزته جواز سفر إسرائيلي للمتهم، بالإضافة إلى جواز السفر الأوروبي الذي دخل به البلاد'.

ونشر برنامج 'العاشرة مساء' الذي تقدمه الإعلامية منى الشاذلي ليل أمس صورا ولقطات فيديو للمتهم الإسرائيلي وهو بين زملائه في الجيش الإسرائيلي، وصورا له وهو بين المتظاهرين المصريين في ميدان التحرير.

وفي حالة ما إذا أنكرت إسرائيل كون المتهم يحمل الجنسية الإسرائيلية، وأنه لا ينتمي للموساد الإسرائيلي، قال اللواء سيف اليزل 'نحن لدينا كافة الأدلة التي جمعتها المخابرات العامة المصرية، وإذا أنكرت إسرائيل علاقتها بالمتهم فهذا سيوفر على مصر الكثير'.

وتابع 'إن جهاز المخابرات العامة المصرية جمع كل الأدلة الدامغة على تورط الجاسوس الإسرائيلي، وبالتالي قدمتها للنيابة التي أمرت بضبطه وإحضاره حيث يقيم في أحد الفنادق 3 نجوم '.

وكشف اللواء سامح سيف اليزل أن ضابط المخابرات الإسرائيلي إستطاع الإندماج وسط شباب الثورة في ميدان التحرير، واستطاع إقناعهم بأنه يعمل في عدة وكالات صحفية غربية وأنه على استعداد لمساعدة بعضهم في الإلتحاق بهذه الوكالات، كنوع من الإغراءات لهم، إذا ساعدوه في جمع المعلومات عن الثورة من خلال إقناعهم بأنه يؤدي مهمة صحفية لوكالات أجنبية.

وأكد 'أن الضابط الإسرائيلي يمتلك من المهارات، ما جعله ينجح في إقناع الشباب بأنه واحد منهم، ونجح في تكوين صداقات عديدة ببعضهم وحاول تجنيدهم'.

جاسوسة إيرانية
وحول كيفية القبض عليه وكيف تم رصده، قال اللواء سامح سيف اليزل 'إن المخابرات المصرية هي التي رصدت هذا الجاسوس، وكان هدفه إحداث وقيعة بين الجيش والشعب لإفشال الثورة المصرية، ووضع مصر في موقف مثل ما يحدث الآن في سوريا أو ليبيا واليمن، وقد تعاملت المخابرات المصرية مع الجاسوس الإسرائيلي بحرفية عالية وبطريقة لم يشعر بها إطلاقا، حتى تم ضبطه متلبسا بكافة الأدلة'.

وأشار 'سيف اليزل' إلى أن هدف الجاسوس من التواجد مع المتظاهرين كان معرفة فكر المصريين بجميع طبقاتهم، وتحيزاتهم الشخصية وأطروحاتهم، ومعرفة تطوراتهم ورويتهم للمستقبل وتوقعاتهم من إجراء انتخابات الرئاسة القادمة من جميع قطاعات الشعب، وأن المخابرات العامة قامت بتصوير الجاسوس الإسرائيلي وهو يحمل لافتات كان يحملها أثناء الثورة.

وأكد اللواء سيف اليزل تمكن المخابرات العامة المصرية من ضبط 5 قضايا تجسس لـ4 عملاء آخرين سيتم الكشف عنهم وإعلان أسمائهم في وقت قريب، وتم ضبط جاسوسة إيرانية بعد الثورة، وذلك لم يحدث فى أية دولة فى العالم، وهذه تعتبر شهادة للمخابرات العامة المصرية التى تتوخى الدقة والاهتمام - بحسبه -.

صحف اسرائيلية
إلقاء القبض على عميل لأي جهاز استخباري ليس بالأمر الخطير لهذا الجهاز ، إنما الأخطر هو القبض على ضباطه ، الضابط أي كانت رتبته يعلم تركيبة الجهاز وهيكله الاداري والكثير من أسراره اما العميل فلا يعرف إلا المسموح له عن مهمته ، في ضوء تلك الحقيقة يمكننا معرفة حجم الهلع الذي يسكن قلوب الاجهزة الأمنية في تل ابيب بعد اعلان القاهرة اعتقالها احد ضباط الموساد مؤخرا.

إسرائيل التي تظل صامتة لشهور وربما لسنين بعد سقوط جواسيسها لم تقم بنفس الخطوة هذه المرة ، صحيح أن بيانات خارجية ورئاسة وزراء تل أبيب عن قضية ايلان جربيل لم تخرج بالأمس عن وصف صورة التي نشرتها القاهرة بـ"المفبركة" وأن القصة المصرية كلها "محض هراء ومزاعم" وأن "المصريين يريدون جربيل ككبش فداء  ويلفقون للإسرائيليين التهم رغم برائته"  إلا أن وسائل اعلامية عبرية غير رسمية  جاءت بتفصايل جديدة عما اسمته "الشاب الاسرائيلي البرئ".

القصة تبدأ عام 2004، جربيل شاب امريكي يهودي الديانة من كوينز أحد اكبر أحياء نيويورك يقرر السفر إلى اسرائيل للدراسة في جامعة بن جوريون ببئر سبع الحدودية مع مصر ، الشاب يعجب بتل أبيب ويقرر عام 2005 الهجرة بشكل رسمي الى اسرائيل، صحيفة معاريف التي تحكي القصة تؤكد ما اوردته التقارير الاعلامية بالمصرية " نعم لقد خدم ايلان في سلاح المظلات متطوعا واصيب في حرب 2006 بعد اشتباك في قرية الطيبة اللبنانية مع حزب الله".

"كيف نبعث جاسوسا لمصر وهأرتس نشرت صورته ومقال عنه بعد اصابته"  هذا هو السؤال الذي  حاولت وسائل اعلام عبرية أخرى ايصاله للقراء أمس ومن بينها صحيفة يسرائيل هيوم، برنامج التواصل الاجتماعي الفيسبووك يكشف عماله ايلان ، صفحته الالكترونية تبرزه كـ"عامل في جامعة الأزهر"، نفس الصحيفة أوردت تلك المعلومة المتناقضة مع فكرة برائته من التهمة ، صديق للجاسوس الاسرائيلي خلال حرب لبنان الثانية يصفه بأنه " طيب القلب ويحب الثورات الشعبية "كما يصف اعتقاله بـ"الاستفزاز المصري" .
  
الهلع الاسرائيلي من كشف أحد تروس آلة الموساد ليس بالهين، معاريف تتحدث عن "أول قضية من نوعها بعد الاطاحة بمبارك"، فكرة ان يتم الإفراج عنه بعد أيام قصيرة كما كان يحدث مع حالات مشابهة اثناء حكم الرئيس السابق استبعدتها الصحيفة المقربة من حكومة تل أبيب، "نحذر ونكرر تحذيرنا هناك نظام جديد في القاهرة  والوضع الآن غير واضح".

وكتبت "هآرتس" أنها سبق وأن أجرت مقابلة مع شخص يدعى إيلان غرفل في العام، مشيرة أن الاسم هو "نفس الاسم الذي يحملة المواطن اليهودي الأمريكي الأمريكي الذي تم اعتقاله في مصر بشبهة التجسس، بحسب وسائل الإعلام المصرية".

وأضافت الصحيفة أن المقابلة المشار إليها أجريت في العام 2006 بعد أن أصيب غرفل خلال الحرب العدوانية على لبنان في تموز/ يوليو من العام نفسه.

وكتبت الصحيفة أنه خلال المقابلة يتحدث غرفل (23 عاما في حينه) عن قراره الهجرة إلى إسرائيل قبل الحرب بثلاث سنوات. كما قرر أن يدرس جامعة بئر السبع، وخلال دراسته قرر التجند في صفوف الجيش الإسرائيلي.

وتتابع الصحيفة أنه خلال المقابلة التي أجريت معه في قسم جراحة العظام في مستشفى "رامبام" في حيفا، قال غرفل إنه قرر التجند إلى صفوف الوحدات القتالية. وجاء أن اجتاز امتحانات الانضمام إلى ما يسمى بـ"دورية متكال"، إلا أنه لم يتم قبوله للوحدة بسبب عدم اتقانه للغة العبرية، وفي نهاية المطاف وجد نفسه في وحدة "المظليين".

د. الجمل: الفتنة الطائفية هي الأمر الوحيد الذي يمكن أن يكسر مصر
تجدر الإشارة إلى د. يحيى الجمل، نائب رئيس مجلس الوزراء المصري، قد صرح بأن الفتنة الطائفية هي الأمر الوحيد الذي يمكن أن يكسر مصر بمعنى الإيقاع بين المسلمين والمسيحيين. وقال إن إسرائيل هي التي تقف وراء مخطط زرع الفتنة في مصر.

وأكد الجمل أن القوات المسلحة المصرية حمت الثورة، وأعلنت منذ اليوم الأول أنها ليست بديلا عن شرعية الشعب، وأن رجال القوات المسلحة مصممون تصميما أكيدا على العودة إلى ثكناتهم، وقالوا أكثر من مرة إن مهمتهم هي حماية الحدود لا البقاء في الشارع، حتى أن إقناعهم بتمديد الفترة الانتقالية من أكتوبر حتى شهر سبتمبر لم يكن أمرا سهلا، ولم يتم إلا بعد مناقشات مستفيضة.

واستغرب الجمل، في حواره مع موقع النشرة اللبناني، القول إن مصر كانت قوية في عهد الرئيس السابق حسني مبارك، وشدد على أن مصر لم تكن قوية خلال السنوات العشرين الماضية بل ضعيفة، مشيرا إلى أنها كانت قوية ومؤثرة جدا في عهد الرئيس الأسبق جمال عبد الناصر وكذلك الرئيس الراحل أنور السادات وإن كانت بدرجة أقل، كما كانت مصر في أيام مبارك تبتعد عن العالم العربي وإفريقيا، وكان كل الاهتمام أن يبقى النظام، وهي الآن تمر بمرحلة بالغة الدقة، ولكنها ستخرج من عنق الزجاجة وستنطلق.

ورأى الجمل أن الفتنة الطائفية هي الأمر الوحيد الذي يمكن أن يكسر مصر بمعنى أن يتم الإيقاع بين المسلمين والمسيحيين فيها، وشدد في هذا السياق على أن المسيحيين والمسلمين في مصر ليسوا طائفتين بل عنصر واحد وجنس واحد وجنسية واحدة، موضحا أن لا شيء يفرق بين المسلم والمسيحي في مصر مطلقا، ولكن إسرائيل هي التي تقف وراء مخطط زرع الفتنة في مصر، لأنها تدرك أن مصر القوية خطر عليها وهي تريد أن تضعفها، ولا شيء يكسرها ويضعفها سوى الفتنة الطائفية، أو أن يحدث تصادم بين المسلمين والمسيحيين، وحذر من إمكانية العبث ببعض المتعصبين في الجانبين.

وأشار الجمل إلى دور الأزهر والكنيسة ودور العقلاء في الجانبين، لافتا إلى أن هذا الدور هو الذي يهدئ الأمور ويساعد على استيعاب الأحداث، مشيدا بموقف الجيش ووصفه بالممتاز. ووصف الشعب المصري بأنه وسطي لا يميل إلى التطرف، وأن خلاف ذلك أمر عارض على الشعب المصري وهو يرفضه، لافتا إلى أن المتطرفين باتوا مكروهين من الشعب المصري.

وأعرب الجمل عن اعتقاده أن الأمريكيين بدأوا يشعرون أن إسرائيل باتت عبئا عليهم، متحدثا عن تيار متعاظم اليوم في الولايات المتحدة الأمريكية يقول إن إسرائيل أصبحت عبئا على أمريكا، لأن هذه المنطقة مهمة جدا بالنسبة لواشنطن، وما يحدث هو أن علاقتها بإسرائيل تحول دون جعل علاقتها بالمنطقة عادية، ولفت الجمل إلى أن إسرائيل لا تخشى شيئا بقدر ما تخشى وجود دول ديمقراطية قريبة منها، وبخاصة مصر، لأن إسرائيل كانت تدعي أنها واحة الديمقراطية في الشرق الأوسط.

13/6/2011