حزب الشعب ينعى الرفيق والقائد الوطني الشيوعي محمد عيسى جابر ( ابو زياد )

2013-02-02

حزب الشعب ينعى الرفيق والقائد الوطني الشيوعي
محمد عيسى جابر ( ابو زياد )

بمزيد من الحزن والآسى ينعى رفاق حزب الشعب الفلسطيني  للشعب الفلسطيني ولقواه الديمقراطية والتقدمية ولأحرار العالم رحيل أحد مؤسسي عصبة التحرر الوطني الفلسطيني الرفيق القائد الوطني والتقدمي / محمد عيسى جابر صباح اليوم السبت 2/2/2013 عن عمر 85 عاما قضاها مدافعا عن القضية الوطنية الفلسطينية ضد الانتداب البريطاني والحركة الصهيونية والرجعية العربية ،ومتمسكا بالمثل الثورية والشيوعية على الرغم من تعرضه طيلة حياته للاعتقال والتعذيب في السجون المصرية والإسرائيلية .

انتسب الرفيق / محمد عيس جابر الى عصبة التحرر الوطني منذ طفولته ،وشكل مع مجموعة من الطلاب اتحاد الطلاب السري التابع للعصبة ،حيث نشط اتحاد الطلاب سريا في قطاع غزة ،وتوسعت صفوفه في مدينة غزة والمنطقة الوسطى  وجباليا ومخيمها، اعتقل عام 1952 مع مجموعة من الشيوعيين والمناضلين ،وامضى ستة اشهر في سجن مصر العمومي ،وشكل لاحقا مع رفاقه الشيوعيين الحزب الشيوعي الفلسطيني في قطاع غزة ،وكان أحد قادة مواجهة مشروع توطين اللاجئين في سيناء عام 1955،وساهم بتشكيل لجان وطنية مناهضة له ،حيث شكلت الغارة الاسرائيلية على محطة السكة الحديد في غزة للضغط على الجماهير الشعبية للقبول بمشروع التوطين ،الشرارة التي فجرت اعظم وأوسع تظاهرة شعبية تاريخية شهدها قطاع غزة.

وبدعوة من قيادة الحزب انطلقت المظاهرة الاولى في بدايات شهر مارس 1955 من اللجان الوطنية لطلاب مدرسة فلسطين الثانوية متجهة الى الشارع الرئيس بغزة شارع عمر المختار ،ورفدها طلاب كلية غزة ،واندفعت الجماهير من كل حدب وصوب لدعم هذه التظاهرة ،فانضم اليها سائقو السيارات والباصات في ساحة مدينة غزة ،ومن الشجاعية والزيتون وحي الدرج ،والجماهير المحتشدة وهي تهدر لا توطين ولا اسكان يا عملاء الامريكان وقاد الشيوعيون الفلسطينيون المظاهرة وكان على رأسها الرفيق معين بسيسو ،حيث اعترضتهم الشرطة وأطلقت النار على المتظاهرين ،فسقط الرفيق حسني بلال عامل النسيج من المجدل والشاب اديب يوسف طه ،وأفشلت الجماهير بقيادة الشيوعيين مؤامرة توطين اللاجئين في سيناء.  وفي 9/3/1955 جرى اعتقال المئات من رفاق الحزب من ضمنهم الرفيق محمد عيسى جابر حيث نقلوا وهم مكبلين بالقيود في قطار مخصص لنقل المواشى ،وأفرج عنه نتيجة الضغط الشعبي الفلسطيني في 25/12/1955 وأعيد اعتقاله مرة اخرى وتم ترحيله بتاريخ 27/2/1956 الى سجن القناطر الخيرية وتم الافراج عنه بتاريخ 2/7/1957.

وفي الحملة المسعورة التي قادتها اجهزة المخابرات المصرية والقوى الرجعية ضد الشيوعية بعد انتصار ثورة العراق بقيادة عبد الكريم قاسم جرى مهاجمة بيوت الشيوعيين واعتقلت العشرات من بينهم الرفيق محمد عيسى جابر وتم نقلهم الى السجن الحربي حيث تعرضوا لأبشع وسائل التعذيب لإجبارهم على استنكار شيوعيتهم إلا انهم صمدوا في وجه السجن والسجان وبعد اربع سنوات من الاعتقال تم  الافراج عنهم في شهر ابريل 1963.

وبعد احتلال غزة عام 1967 شارك بتأسيس الجبهة الوطنية المتحدة بعد هزيمة حزيران عام 1967 الذراع العسكري للحزب الشيوعي الفلسطيني بقطاع غزة ،وشارك في البداية في تأسيسها شارك في منتصف اغسطس 1967 كل من الحزب الشيوعي وحركة القوميين العرب وجبهة تحرير فلسطين وحزب البعث العربي الاشتراكي السوري وجيش التحرير الفلسطيني وعدد من الشخصيات الوطنية المستقلة ،وصدر العدد الاول من جريدة المقاومة السرية في 17/89/1967 . لقد واصل نضاله ضد الاحتلال الاسرائيلي متمسكا بأهداف شعبه في الحرية والاستقلال والعودة ،وبإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس وحق اللاجئين في العودة لديار هم طبقا للقرار 194 ،وبقي الرفيق نقيا في سلوكه ،وتمسكه  بالأفكار الاشتراكية ،وبإنهاء استغلال الانسان لأخيه الانسان ،وكان دائما يؤكد على التمسك بمنظمة التحرير الفلسطينية ممثلا شرعيا ووحيدا للشعب الفلسطيني ،ويؤكد في كل احاديثه والمرض يلاحقه بضرورة انهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية كمقدمة لمواجهة العدوان الاسرائيلي على شعبنا ،والتوافق على برنامج سياسي يمثل الحد الادنى لكل القوى السياسية.

وداعا يا رفيقنا فأنت المعلم والمناضل والكادح ،وأنت من نتعلم منه كيف يكون رفاق حزبنا متمسكين بالمثل والمبادئ الاشتراكية فكرا وممارسة ،وسيبقى رفاقك على العهد ،والوفاء للوطن والشعب والقضية.

2/2/2013