الدموي بعباءة "السلام" المهترئة

2016-09-30

الدموي بعباءة "السلام" المهترئة

الاتحاد الحيفاوية

كان بيانات ساسة إسرائيل الوداعية لشمعون بيرس حارّة فوق العادة، وفق ما كان متوقعا لها أن تكون. فهذا الشخص الذي ظهر على الساحة الدولية، منذ سنوات التسعين وحتى مماته أمس، بعباءة "الساعي للسلام"، كان أمامنا على حقيقته العارية. فمن انخرط منذ الاربعينيات في العصابات الصهيونية، واقام في الخميسنيات "مفاعل ديمونة النووي"، وفقا لمصادر اجنبية، هو ذاته من دعم ودافع عن الاستيطان منذ بداياته في سنوات الستين والسبعين. وإذا كان ظهر كمن يسعى للتفاوض مع الجانب الفلسطيني لحل الصراع، فإن كل ما كان يطرحه، أبعد ما يكون عن أسس الحل وتحقيق السلام.

كانت العبارة الأهم التي وردت في بيان بنيامين نتنياهو أمس، أن ليس كل ما فعله بيرس سيظهر على الملأ، وأن جوانب عديدة ستبقى محجوبة عن الجمهور.

ونحن نستطيع أن نتأكد من أن الحديث يجري عن جرائم ضد الانسانية، من تلك التي ارتكبتها إسرائيل على مر السنين، ولم تعترف بها رسميا

ولكن ما نعرفه كافيا لوصم بيرس بصفته "مجرم حرب". فهو من دعم الاستيطان، بشكل خاص حينما كان وزيرا للحرب في منتصف سنوات السبعين، في حكومة يتسحاق رابين الأولى. وهو الذي صادق على ارتكاب سلسلة من جرائم اغتيال الفلسطينيين، في مطلع العام 1996، فقط من أجل اشعال الميدان، ونسف المفاوضات مع الجانب الفلسطيني، بعد أسابيع من اغتيال رابين. وهو الذي صادق على شن العدوان الدموي على جنوب لبنان في ربيع العام ذاته، وخلالها ارتكب جيشه مجزرة قانا اللبنانية، التي اقترنت باسمه.

شمعون بيرس الذي سيحظى اليوم بجنازة رسمية يتهافت عليها زعماء من كافة أنحاء المعمورة، كان من مؤسسي إسرائيل، ومؤسسي السياسات الإسرائيلية على كافة اتجاهاتها، ومن ناحيتنا، سياسة التمييز العنصري. إذ نذكر لشمعون بيرس خطابه العنصري الاستعلائي ضد جماهيرنا العربية الراسخة في وطنها، من خلال زعامته لحزب "العمل" لسنين طويلة، ومن خلال توليه سلسلة من المناصب الوزارية الأولى، وصولا الى رئاسة الحكومة لأول مرّة في منتصف سنوات الثمانين.

اليوم الجمعة، سيسجل العهر الدولي الداعم لسياسة الاجرام الاسرائيلية، ذروة غير مسبوقة، وستنهمر دموع كثيرة، على من كان واحدا ممن أغرقوا شعبنا في الدماء.