"ناظم العربي"

2015-02-25

 

"ناظم العربي"

الشاعر: رشدي الماضي

2015/2/25

     أن تنام ذات ليلة - ويتعرض رأسك للطحن بلوح خشبي ثقيل - فلا تنهض عند الصباح - يا له من أعمى وتافه! - أنا أريد ان أعيش أكثر قليلا – لا بل ان أعيش كثيرًا – أريد ذلك لجملة من الأسباب – للعديد العديد من الأسباب الهامة جدًا...

صرخة جمعت صوت البشير والنذير معًا أطلقها قبل سنوات خلت الشاعر الذي حمل صوت الكون والإنسان الإنسان أنَّى كان وظل قلمه، حتى وهو وراء القضبان يحفر عميقًا في الفكر والوعي والقلب والعاطفة و و و...

وأنا لن أخون أمانة الحقيقة إذا سجلت اليوم، انه لو حدث وكُتب لناظم حكمت ان يقوم ويعود إلى الحياة، لعاد ثانية وثالثة و و و.. وكتب نفس الكلمات...

أو لسنا رفيقاتي/رفاقي غارقين حتى "شوشتنا" نحن العرب في واقع، من صنع "ذوي القربى"، ولو جزئيًا لمن يشاء.. واقع لا نغالي إذا وصفناه بالزمن المتوحّش، سادتُه الانتهازي واللص والمقامر والقَوّاد صاحب الذمة الواسعة كشرف عاهرة!!

زمن تحوّل إلى "مصنع نابض حيوي" لإنتاج المزيد من "بؤساء" هوغو و"معذبي" طه حسين وإنسان رايش الصغير المغمور بالضآلة والهامشية والهشاشة...

ولكي لا اترك قلمي يضل بوصلة أو ينسحق تحت عجلات هكذا عربة متوحِّشة، أعاود إلى الحرف "لو" و"اتترتح" به "يدًا" تتيح لي وتمكنني ان أعود وأنتج لنا ناظمًا كنعانيًا..

رجل وشاعر الجهات الأربع الوفي للناظم الأصل – ناظمًا هو الديك العربي الذي تزينه ألوان قزح الزمن الجميل، زمن الأندلس ودار حكمة المأمون.. ناظمًا يشاهد مع كل واحد "لوحات الموت" التي يصر "مبدعوها القتَلة" على "عرضها"، بكل ما فيها من بشاعة وهمجية غريبة عنَّا، على جدار أيامنا صباح مساء...

ولان ناظمنا صديق صدوق، أمين ومخلص لشقيقه، بل توأمه الأصل لذلك يعمل على تنفيذ ما جاء في وصيّة هذا الشقيق.. حين يمنع "الجنود والعسكر" من قتل "الجميل الجميل فينا" ليترك "الأمهات يصنعن من الإنسان إنسانا" وبرحمتهن "لا تقتل الغيوم في الإنسان" ليواصل السير شجرة واقفة، صامدة تواجه وتجابه وتحارب "طواغيت الموت" لتزرع، بعد النصر رحم الزمن بـ"الأروع"...

ليظلّ يصيح مع كل صباح فيعيد إنتاج بقائنا من جديد، بقاء نداؤه الدائم: "يجب ان نحيا.. يجب ان نحيا"...